موجات الغلاء تتواصل وتحرق جيوب المستهلكين وتلتهم الرواتب -
تتواصل موجات الغلاء المتتالية التي تحرق نيرانها جيوب المستهلكين في ظل جشع تجاري لايتوقف عن استغلال اي مناسبة للتصعيد تارة وتعطيش السوق وحرمانه من سلعة معينة تارة أخرى ولم تسلم من ذلك كل المناسبات بما فيها ذكرى عاشوراء ورأس السنة الهجرية التي تصادف هذه الايام. وأكد مواطنون ووافدون في تحقيق اجرته »السياسة« أن اسعار مختلف السلع خصوصاً المواد الغذائية أحرقت جيوبهم وبخرت رواتبهم كالدخان، مما سيتدعي تشديد الرقابة ووقف جشع التجار. واشار الى ان اسعار المواد الغذائية في الكويت تكاد تكون الاعلى ليس على مستوى الدول الخليجية فقط بل على مستوى منطقة الشرق الاوسط ككل. في المقابل يبرر عدد من مسؤولي المراكز التسويقية والجمعيات التعاونية الاستهلاكية هذا الارتفاع بعدة اسباب ابرزها مبالغة التجار لتحقيق اكبر هامش من الربح تحت أي ذرائع. وفي مايلي التفاصيل: يقول المواطن عادل الحساوي ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية في الاونة الاخيرة اصبح امرا لايطاق خصوصاً مع حلول موسم عاشوراء فهل يعقل ان كيلو الطماطم اصبح بدينار فهذا يعكس مدى غياب سيطرة وزارة التجارة والصناعة على حركة الاسعار التي اصبحت ترتفع بشكل مبالغ بعيدة عن الواقع تماما. »قيمة شرائية« وترى ام مهند ان ارتفاع اسعار السلع الغذائية فاق كل الحدود مما يجعل القيمة الشرائية للدينار تتراجع بينما تظل الرواتب تراوح مكانها مطالبة السلطة التشريعية ان تعمل لصالح البلاد والعباد من خلال سن قوانين تجرم تلاعب تجار المواد الغذائية ورفع الاسعار من دون مبرر لافتة الى ان التجار يستغلون كل المناسبات وحتى المواسم الاسلامية كموسم عاشوراء لرفع اسعار المواد الغذائية بشكل عام. أسر وافدة ويعرب مجدي صابر عن اسفه لرفع اسعار الخضراوات والفاكهة حيث وصل كيلو الفلفل الاخضر الحار الى كل المناسبات وحتى دينار ونصف الدينار في حين كان يباع قبل فترة قليلة بأقل من 750 فلساً كما ان عبوة الزيت سعة لتر و880مل كانت تباع بتسعمئة فلس والان بلغ سعرها دينار ونصف الدينار. ويقول محمد صادق كنت قبل ثلاث سنوات اشتري بمئة دينار معظم الاحتياجات الاساسية لأسرتي لكن هذا المبلغ اصبح لايكفي لشراء ربع هذه الاحتياجات حتى ان الكثير من الاسر الوافدة تفكر جديا في الذهاب الى موطنها الاصلي. أسعار سعودية ويذكر المواطن ياسين العبدالله ان سوق المواد الغذائية في الكويت يكاد يكون الاعلى على مستوى منطقة الشرق الاوسط خصوصاً هذه الاونة رغم أنه كان ينبغي ان تشهد الاسعار هدوءاً حيث نجد ان كيلو الطماطم في المملكة العربية السعودية لايزيد سعره عن ما يساوي 250فلساً فكيف يباع في الكويت بأكثر من ثلاثة اضعاف هذا المبلغ والمؤسف ان الجهات الرقابية لاتهتم نهائيا بمراقبة الاسعار وكأن هناك مصالح مشتركة بينها وبين تجار المواد الغذائية. جشع التجار ويقول علي كاظم ان اسواق الخضراوات في الكويت التهبت نتيجة جشع التجار وبمقارنة اسعار المواد الغذائية بين الكويت ودول المنطقة نجد ان الكويت الاعلى مما يدفع الكثير من المواطنين ان يتسوقوا المنتجات الغذائية من السعودية موضحا ان الامور التي لم تزد فيها الاسعار هي المنتجات المدعومة مباشرة من الدولة كالخبز والمكرونة التي تنتجها الشركات الحكومية موضحا ان كيلو التفاح الاحمر الذي كان يباع بستمئة فلس يتراوح سعره حاليا بين دينار الى دينار الا ربع كما ان كيلو البطاطا الذي كان يباع بـ200فلس وصل سعره 350فلساً مشيرا الى ان كرتون الدجاج المجمد الذي كان يباع بسبعة دنانير وصل الى 12ديناراً. من جانبه يؤكد احمد محمد المسؤول في احدى شركات استيراد وتجارة المواد الغذائية ان هناك بالفعل ارتفاعاً لاسعار السلع والخضراوات والفاكهة والمواد الغذائية والبهارات والبقوليات بسبب ارتفاع رسوم الجمارك فضلا عن ارتفاع كلفة النقل موضحا أن الكويت تتأثر بحركة الاسواق العالمية. واشار الى ان هناك مبالغة نوعا ما من قبل بعض تجار المواد الغذائية كما ان الاسواق الشعبية الكبرى المتخصصة في المواد الغذائية تنتظر اولا حركة الاسعار في الجمعيات التعاونية الاستهلاكية فإذا ارتفعت فهذا الامر يشجع الاسواق الشعبية على رفع الاسعار تلقائيا . ركود وفي احدى الجمعيات التعاونية الاستهلاكية التقينا موسى حسام مسؤول مبيعات الذي قال ان معظم الجمعيات التعاونية الاستهلاكية تعاني اصلا من الركود مما يدفعها الى اقامة مهرجانات البيع ومن خلاله تخفض اسعار الخضراوات والفاكهة في بعض ايام الاسبوع موضحا ان الجمعيات التعاونية تضطر لرفع الاسعار حتى تتمكن من زيادة الارباح السنوية لان مجالس الادارات اذا لم تصل لارباح مرضية فهذا الامر يؤدي حتما الى فشلها ولكن المبالغة في رفع الاسعار له مردود سلبي منها تلف البضاعة سريعا واتجاه الكثير من المستهلكين الى الاسواق الشعبية. -