المسالخ المؤقتة.. إقبال كبير وقيمة مضافة..وسلبيات لم تمنع نجاح التجربة

المسالخ المؤقتة.. إقبال كبير وقيمة مضافة..وسلبيات لم تمنع نجاح التجربة

راهنت «البلدية» على تقديم تجربة مبتكرة من نوعها وكسبت الرهان، فالخدمة الجديدة الفريدة التي شهدناها في مناطق مختلفة من الكويت والمتمثلة في توفير مسالخ فرعية مؤقتة بالتنسيق مع الجمعيات التعاونية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك عمق الوعي والتفكير الخدمي والتعاوني الذي تضطلع به هذه المؤسسة الفاعلة، فطوابير الانتظار أصبحت أثرا بعد عين، وخصوصا بعد الجولة المميزة التي قام بها مسؤولو البلدية للاطمئنان على الواقع وتجاوز العراقيل.

مدير عام البلدية بالوكالة احمد المنفوحي، قال في تصريح خاص لـ «الأنباء»: لقد استطعنا من خلال المسالخ الفرعية أن نضمن تقديم خدمة مميزة للغاية حصدت استحسان المواطنين والمقيمين منذ اليوم الاول لانطلاقتها، فطوابير الانتظار والوقوف لساعات طوال باتت اليوم من الماضي، مع خطة محكمة لضمان السلامة والصحة العامة بالتنسيق المباشر مع الجمعيات التعاونية التي لبى الكثير منها نداء البلدية وساهم بشكل فاعل في عملية الإنشاء.

وأشار إلى أننا نفخر بأن نسبة نجاح المشروع بلغت 80% مند اليوم الاول لانطلاقته، مؤكدا أن النسبة كانت مرشحة لبلوغ تمامها لو كان عدد الجمعيات المتعاونة اكثر، حيث بلغ عدد المشاركين 18 جمعية فقط، معربا عن أمله في توسع التجربة مستقبلا وعموم أعداد أكبر لتوفير خدمة اعم أشمل لجميع الراغبين في تقديم الاضاحي.

وأضاف أن البلدية راهنت على نجاح هذه التجربة الرائدة وكسبت الرهان بنسب تفوق التوقعات، خصوصا أن البعض كان يرى أن عملية تنظيم المسالخ مستحيلة وليس بإمكان البلدية القيام بذلك، إلا أن ما شاهدناه امس يدل على أننا نجحنا نجاحا كبيرا للغاية ونأمل في أن نصل إلى كماله في العام المقبل، وهذا يعتمد على استجابة الجمعيات التعاونية ومشاركة اعداد اكبر منها.

وعبر المنفوحي عن اسفه لوجود محافظات لم تتوافر فيها هذه الخدمة كمحافظة مبارك الكبير، حيث وصلتنا العديد من التساؤلات حول عدم المشاركة، ونحن بدورنا نأمل أن تخوض جمعيات هذه المحافظة التجربة وتكون فاعلة في العام المقبل، فالمشروع الذي قمنا به لاقى صدى إيجابيا وارتياحا واسعا من الجميع.

وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت الفكرة المميزة، أفاد المنفوحي بأننا قمنا بدراسة الفكرة من مختلف ابعادها وترجمناها على أرض الواقع بالتعاون مع بعض الجمعيات التعاونية، ورصدنا منذ اليوم الاول جميع السلبيات واستقبلنا كل الاقتراحات والافكار البناءة للاستفادة منها في الفترة المقبلة، بهدف السمو بالعمل الخدمي والوصول إلى نتيجة مرضية، مشيرا إلى أن أي عمل يتعرض لبعض المعوقات وخصوصا خلال بدايته، ولكن في حال كونه منظما بطريقة صحيحة فإن جميع المشكلات تزول وتتلاشى.

وكشف أن البلدية ستسمح للشركات المسؤولة عن المحافظات بالمشاركة في إنشاء مسالخ مؤقتة العام المقبل، وهذا بحد ذاته يسهم في تقديم خدمة راقية وتخفيف الازدحام، وزيادة عدد المسالخ الفرعية وتخفيف الضغط عن المركزية، ونحن بدورنا نقوم بتوفير فريق متكامل على نوبات مكون من عمالة وطبيبين في كل مسلخ سليمين صحيا ولديهما شهادة معتمدة بالكشف على الأضاحي للتأكد من خلوها من الأمراض.

وأضاف أنه تم التعميم بضرورة المحافظة على النظافة العامة وتفريغ الحفر المخصصة من الدماء بشكل فوري، والتأكد من سلامة الذبائح. وقد وصلت أعداد الذبائح حتى الساعة الـ 12:30 من ظهر امس إلى 2000 رأس على مستوى الكويت وهذا إنجاز قياسي في وقت قصير للغاية مع العلم أن الأرقام ستزيد خلال الساعات المقبلة.

وأفاد المنفوحي بأنني ومسؤولي البلدية قمنا بجولة في مناطق الخالدية والسلام والزهراء والمسلخ الرئيسي في حولي وكانت جميعها موفقة ومميزة في تقديمها للخدمة، وقد احتاجت بعض المسالخ للوقت لتكون العملية منظمة فيها وتم تدارك جميع السلبيات والقضاء على مشكلة التأخير، مشيرا إلى ان جميع الملاحظات تم وضعها في الحسبان وسنقوم بتداركها. وبسؤال «الأنباء» حول شكوى البعض من وجود بطء شديد في الإجراءات في بعض المسالخ وعدم أهلية بعض القصابين، رد المنفوحي بأن هذا الكلام صحيح فالتجربة جديدة، وكان هناك بطء في البداية ولكننا تداركناه فورا وأخذت العملية منحى جديدا متسارعا، مؤكدا ان التجربة لا تزال تحت التقييم وسنضع كل الاقتراحات في عين الاعتبار. 

وفيما يتعلق بكفاءة بعض القصابين، قال: لقد حاولنا جاهدين أن يكون الجميع ممن لديهم شهادة صحية اكثر من النظر في أهليته للذبح وهذا الموضوع سنتداركه مستقبلا وسيكون هناك متخصصون مؤهلون في عملية الذبح، مشيرا إلى ان البلدية منفتحة على الجميع وترغب في تقديم ارقى الخدمات. وكان لـ «الانباء» جولة في أحد مسالخ محافظة حولي والذي تمت إقامته في خيمة مكيفة بالقرب من جمعية سلوى التعاونية واطلعت على واقع الخدمة المقدمة واستطلعت مجموعة من الآراء والانطباعات التي عبرت في مجملها عن الاستحسان والسرور الكبير لهذه المبادرة الرائعة ومساهمتها بشكل فعال في تخفيف الازدحامات وتقريب المسالخ من بيوت الراغبين في تقديم الاضاحي.

بداية، اكد رئيس مجلس إدارة جمعية سلوى التعاونية ناجي الجويسري أنه تم إنشاء مسلخ مؤقت لأهالي المنطقة بجوار خيمة كبيرة مع توفير التكييف والمياه والصرف الصحي لإزالة المخلفات مباشرة وضمان صحة جميع الحضور، بالإضافة إلى حضور فاعل للبلدية ووزارة الصحة لمتابعة عمليات الذبح بالصورة الصحيحة ومنح إذن بالاستهلاك.

وأضاف أن مجلس الإدارة قام بدعم المبالغ المسددة للقصابين، حيث يحصل كل واحد منهم على 5 دنانير، ديناران منها دعم من الجمعية، وهذا بحد ذاته كان له صدى مميز لدى جميع المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى قرب المكان من منازلهم وعدم حاجتهم إلى التوجه للمسلخ المركزي وانتظار ساعات طويلة.

وأشار الجويسري إلى أنه جرى توزيع 300 رقم على الراغبين في تقديم الأضاحي، وتم حتى الساعة الـ 11 صباحا ذبح 150 رأسا من الغنم، حيث كان هناك 10 جزارين للقيام بهذه المهمة، وقد بدأنا بعملية الذبح مباشرة بعد صلاة العيد كما هو منصوص عليه في ديننا الحنيف.

 وقال ان الجمعية قامت بتجهيز المسلخ المؤقت من حيث التكييف والمياه والقهوة والمشروبات مع عدم إهمال الجانب الصحي وإنشاء حفرة للمخلفات والقاذورات الصادرة عن الأغنام، وهذا كله بهدف تقديم خدمة راقية لأبناء سلوى والمناطق الأخرى. لافتا الى ان هذا هو التعاون الاول مع البلدية في هذا الإطار، وقد لمسنا ارتياحا كبيرا من أبناء المنطقة وثناء على الخطوة المميزة، حيث قامت البلدية بتوفير موظفين من قبلها وعمال وقصابين وطبيبين متخصصين لفحص الأغنام قبل ذبحها وبعده.

5 مسالخ فرعية

ومن جهته، قال الطبيب البيطري د. محمد بشير من بلدية الكويت: لقد استطاع المسلخ المؤقت في سلوى أن يقدم خدمة راقية لأبناء المناطق المختلفة، وتخفيف الضغط على المسلخ المركزي، حيث عانينا العام الماضي من هذا الامر فلم يستطع الكثيرون الحصول على أضحيته إلا مساء أو في اليوم التالي.

واضاف أن البلدية اقترحت هذا العام إنشاء 5 مسالخ فرعية تابعة لكل جمعية على ان تقوم الجمعية التعاونية بعملية الإنشاءات وتكون مهمة البلدية في الإشراف الطبي والذبح وتوفير المياه وسحب القاذورات، بالإضافة إلى الكشف على الذبيحة وبعض اللحم والاطمئنان إلى سلامتها.

 

مواطنون: تجربة جيدة تحتاج مزيداً من الاهتمام

عبدالله العليان ـ حمد العنزي

 

تحدث عدد من المواطنين عن تجربة المسالخ المؤقتة، مؤكدين انها تجربة جيدة الا انها تحتاج الى كثير من الاهتمام. يقول المواطن عثمان الرشيدي انه ذهب منذ الصباح الباكر الى المسلخ المؤقت في منطقة عبدالله المبارك الا انه فوجئ بأعداد كبيرة للمواطنين الذين تدافعوا داخل المسلخ ودون وجود اي تنظيم او ترتيب لعملية الذبح، لافتا الى عدم وجود إشراف من قبل الأطباء البيطرين الذين يشرفون على سلامة صحة الاضاحي.

من جهته، قال المواطن خالد الهزاع ان بلدية الكويت قامت بالتنسيق مع الجمعيات التعاونية بغية التخفيف على المسالخ الرئيسية الا ان تلك المسالخ المؤقتة لم تقم بدورها المناط بها نتيجة للاعداد الكبيرة التي تدافعت لتلك المسالخ، مبينا ان المسلخ الرئيسي شهد ازدحاما شديدا ايضا ولم يلب تطلعات المواطنين، الامر الذي جعل اغلب المواطنين يلجأون الى خارج المسلخ لذبح أضاحيهم من قبل بعض القصابين غير المختصين بغية الانتهاء السريع.

بدوره، طالب جاسم السعدون بلدية الكويت بزيادة إعداد القصابين والفنيين المختصين والأطباء البيطريين داخل المسالخ في أوقات الأعياد والمناسبات، مشيرا الى ان المبني الرئيسي للمسلخ في محافظة الفروانية لا يستوعب الأعداد المتزايدة في أوقات الأعياد، مطالبا بفتح مزيد من المسالخ لتغطية العجز الموجود حاليا.

 

تخفيف الضغط عن المسالخ الرئيسية

عبدالله راكان

 

 

قال امين سر جمعية القيروان ناصر المطيري ان المسالخ المؤقته تستقبل المواطنين والمساهمين في اول وثاني ايام عيد الاضحى المبارك من بعد صلاة العيد إلى الثانية ظهرا، لافتا إلى ان المسالخ مجهزة بأكثر من حفرة وشفاطات وحاويات وكباسات خاصة لمخلفات نواتج الذبائح، مشيرا الى أن كل مسلخ مزود بطبيب بيطري ومفتش وعمال نظافة.

وأشار الى انه تم الاتفاق مع المسؤولين في بلدية العاصمة وبلدية الجهراء على بناء مسلخين مؤقتين في مدينة جابر الاحمد والقيروان لتخفيف الضغط على المسالخ الرئيسية وخدمة للمواطنين والمساهمين من أبناء المنطقة، داعيا المواطنين والمساهمين إلى التعاون مع ادارة المسالخ كون هذا المشروع مفيد وجديد على الساحة موضحا ان مجلس ادارة الجمعية يسعى جاهدا لتجاوز الاخطاء وتداركها في المستقبل.

من جهته قال امين سر جمعية الصلبيخات والدوحة ناصر السويجي ان المسالخ المؤقتة ستساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على المسالخ الرئيسية بالاضافة إلى القضاء على ظاهرة القصابين المتجولين خلال فترة عيد الأضحى لعدم حصولهم على شهادات صحية تؤكد خلوهم من الأمراض المعدية كما أن الأغلبية منهم لا يتقن الذبح، لافتا إلى ان المسالخ مجهزة بشكل كامل لراحة المواطنين.

 

أبا الخيل: قيمة مضافة وسابقة تذكر للبلدية

أشاد نائب مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في بلدية الكويت عبدالمحسن أبا الخيل بالتجربة التي نقلتها بلدية الكويت والجمعيات التعاونية من فكرة إلى واقع ناجح، مؤكدا أن عوامل إيجابية عدة ساهمت في إنجاح التجربة وشجعت على تكرارها في السنوات المقبلة مع تلافي جميع السلبيات التي رصدها مدير عام البلدية بالوكالة أحمد المنفوحي خلال جولته أمس على عدد من المسالخ المؤقتة والرئيسة في الكويت.

Monday, September 28, 2015