تعاونية صباح السالم نظمت «وصايا في زمن الفتن»
- خطورة الفتنة أن المنغمس فيها يظن أنه معافى منها فيغرق في بحارها وهو يظن أنه ينصر الحق
- حذر أمين سر اللجنة العليا لمركز الوسطية د.عبدالله الشريكة من غزو المفاهيم الخاطئة عقول المسلمين وانجرارهم وراء الانحرافات الفكرية فيما يتعلق بمفهوم الجهاد ووجوبه، الأمر الذي حمل أناسا على قتل المسلمين والأبرياء تحت رايات الإسلام، وهو ما يجعل من جهادهم وقتالهم أمرا متعينا، واصفا إياهم بالخوارج الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه، وتباهوا بفعلتهم وجريمتهم البشعة، تحت غطاء فكري فاسد.
-
جاء ذلك في محاضرة جماهيرية تحت عنوان «وصايا في زمن الفتن» ضمن ملتقى صباح السالم الثقافي الذي نظمته جمعية صباح السالم التعاونية في صالة تنمية المجتمع، وحضرها رئيس مجلس الإدارة هادي العجمي ورئيس لجنة المشتريات ورئيس اللجنة الإدارية والمالية أحمد العتيبي ورئيس لجنة الخدمات والمساهمين ثامر الشمري، وجمع من أهالي المنطقة إلى جانب أساتذة الجامعات وأئمة المساجد، حيث شهدت المحاضرة عرضا مرئيا شائقا تلاه بوفيه للعشاء.
وقبل بدء المحاضرة رحب رئيس لجنة المشتريات ورئيس اللجنة الإدارية والمالية أحمد العتيبي باسم رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وأبناء المنطقة والحضور بأمين سر اللجنة العليا لمركز الوسطية د.عبدالله الشريكة، مبينا أن الملتقى هو الأول من نوعه الذي تطلقه الجمعية، والمحاضرة هي الاولى في اللقاء الذي سيستمر لمدة 3 ايام، موضحا أن المحاضرة ستشهد في نهايتها سحبا وتوزيعا للجوائز على الفائزين.
ثم تحدث الشريكة عن خطورة الفتن فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن كثرتها وخصوصا في آخر الزمان، ولذلك لا غرابة في أن نجد في كل مصدر من مصادر السنة كتابا خاصا بالفتن، ذكروا فيه الأحاديث المتعلقة بها ولاسيما فتن آخر الزمان، موضحا أن وصف النبي للفتن في آخر الزمان يدل على كثرتها وتتابعها وأن الفتنة التي تليها تكون أعظم منها، وقد روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على أطم من آطام المدينة ثم قال: «هل ترون ما أرى، إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر من السماء».
وتابع الشريكة: ان العلماء استنبطوا الحكمة من تشبيه الفتن بقطر السماء، فقالوا إن في ذلك دلالة على كثرة الفتن وسرعة تتابعها واقتحامها البيوت وعدم قدرة الإنسان على دفعها كما لا يستطيع أن يدفع مواقع قطر السماء وسرعتها في الولوج إلى داره، مبينا أنه ورد في صحيح مسلم أيضا وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة لأصحابه: «استعيذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، فقالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن»، وكررها ثلاثا أمام سادات الصحابة يحذرهم من الفتن، ويبين لهم أن منها ما هو ظاهر واضح معلوم، وما هو خفي باطن لا يعلمه إلا القلة من الناس ولذلك ينغمس فيه الكثيرون.
وزاد بأن العلماء يقولون إن من خطورة الفتنة أن المنغمس فيها يظن أنه معافى منها بعيد عنها، فكم من مفتون يغرق في بحار الفتن والمدلهمات وهو يظن أنه ينصر الحق، بل ويجاهد في سبيل الله، وهذا يدفعنا إلى سؤال لماذا قتلوا عثمان وعليا وهما من المبشرين بالجنة، ألم يكن قتلهم لهما بحجة الجهاد ونصرة الحق بزعمهم، كما يحدث اليوم من قتل الأبرياء بحجة نصرة الحق والجهاد، كما قال الرسول: «إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواها»، فالفتن ليست على درجة واحدة، قال تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبين الذين ظلموا منكم خاصة)، فهي تعم الظالم وغيره، فغير الظالم تعمه بسبب سكوته ومداهنته وهو يرى من يدعو إلى إشاعة الفوضى في البلاد واستحلالها وإضاعة الأمن، ولم يكتف بهذا فحسب بل زين فعله بانه من الجهاد في سبيل الله.ولفت الى ان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن ان الفتن كثيرة فمنها فتنة الحكام والزنا والمتاجرة في الدين، فهي كما قال صلى الله عليه وسلم: «فتن كقطع الليل المظلم يصبح المرء فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي كافرا ويصبح مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا»، ولذلك كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك».
وتابع بأن من الفتن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم كثرة القتل، فقد روى مسلم أن النبي قال: «والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل»، والسبب كثرة الفتن، مشيرا إلى أننا كنا في السابق إذا سمعنا عن قتل مسلم نتألم، أما اليوم فنسمع عن قتل المئات ولا تتحرك فينا شعرة، لأنها أصبحت من الأخبار العادية التي نطالعها في القنوات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.
-