تعاونيون: «براءة الذمة الإلكترونية».. مفتاح الحل للرواكد والتوالف
على الرغم من سعي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى تنظيم العمل التعاوني، والقضاء على التجاوزات والمخالفات في بعض مجالس الإدارات عبر منح صلاحيات رقابية لها على التعاونيات، فإن مسألة الرواكد والتوالف أصبحت ملفا يؤرق الوزارة والمراقبيْن المالي والإداري في التعاونيات، من خلال تتبعها ورقيا عبر براءة الذمة المالية للشركات الموردة للأصناف والسلع. وأجمع التعاونيون لـ «الكويتية» على أن مشروع براءة الذمة الإلكترونية سيكون نقلة نوعية في العمل التعاوني، في حال تطبيقه على أرض الواقع، حيث سيحافظ على المراكز المالية، ويعزز العلاقة بين الجمعيات والشركات الموردة للأصناف والسلع الاستهلاكية، وسيساهم في شفافية العمل، ويقضي على الرواكد.
نقلة نوعية
خطوة تصحيحية
في السياق نفسه، أوضح رئيس جمعية سعد العبدالله التعاونية، هادي العنزي، أن تطبيق براءة الذمة الإلكترونية يعتبر ضرورة في وقف عملية الخصخصة، أو طرح الأسواق المركزية للاستثمار، كونه سيتلافي المخالفات والملاحظات المرصودة سابقا على الجمعيات التعاونية، وسيمنح الشفافية في عملية مراقبة أموال المساهمين
وفي البداية، أكد رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، د.سعد الشبو، أن هناك توجها للربط الآلي مع قسم مشتريات الجمعيات التعاونية للاطلاع على حركة سير عمل البضائع سريعة الدوران والبطيئة، وذلك لتلافي أي رواكد أو توالف قبل السنة المالية، حتى لا تصبح استنزافا للمركز المالي، ومعالجتها في لحظتها عن طريق المهرجانات والعروض، أو استرجاعها للمورد، إضافة إلى أنه يقضي على الشركات الوسيطة.
ونوه الشبو بأن الربط الآلي مع مشتريات الجمعيات واستخراج براءة ذمة إلكترونيا للشركات والمؤسسات الموردة للأصناف والسلع الاستهلاكية عبر «باركود»، سيساهم بشكل كبير في القضاء على الرواكد، أي لن يصبح لدينا أي توالف، ما ينعكس إيجابا على المركز المالي للجمعية، ويحافظ على أموال مساهمي الجمعيات التعاونية، مضيفا أن رؤساء الجمعيات لم يأتوا إلا لتحقيق رغبات وطموحات وآمال المساهمين من الناحية الخدماتية والاستهلاكية.
من جانبه، أوضح أمين السر في جمعية سعدالعبدالله التعاونية بدر الرسيس، أن استخراج براءة الذمة إلكترونيا بدلا من الورقي، والتي تعتبر جزءا من مشروع الميكنة، سيساهم بمزيد من الشفافية في العمل التعاوني، وسيكون نقلة نوعية في ارتفاع السيولة والأرباح، ولن تكون هناك مخصصات لهذه الرواكد في السنوات المقبلة.
ونوه بأن مجلس إدارة تعاونية سعد العبدالله يدعم أي توجه إصلاحي في العمل التعاوني، مادام المستفيد الأول منه هو المساهم، ولاشك أن الاعتماد على الربط الآلي بين الأسواق المركزية والفروع بقسم المشتريات أو الإدارة المالية سيقضي على البيروقراطية، وسيعزز العلاقة مع الشركات في صرف مستحقاتها وفق المدة القانونية من دون أي تعطيل.
وقال الرسيس إنه يجب وضع نظام آمن لعملية دخول وخروج البضائع والسلع الاستهلاكية في الجمعيات، حتى نضمن براءة ذمة إلكترونيا خالية من الشوائب أو الأخطاء الرقمية.
من ناحيته، أكد المدير المعين في جمعية الرحاب التعاونية، علي حسن، أن الفكرة تعتبر دفعة معنوية نحو الاتجاه الصحيح في تعزيز المراكز المالية، والنهوض بالعمل التعاوني، ما يساهم في تكثيف الأنشطة الخدماتية، ودعم المرافق العامة، وارتفاع السيولة لدى الجمعيات التعاونية، مبينا أنه قبل تنفيذ هذه الفكرة، لابد من وضع خطوط عريضة لها وسد جميع الثغرات، حتى لا يتم التلاعب بها إضافة إلى وضع نظام آمن لها.
وأضاف حسن أن العمل التعاوني حقق نجاحات عديدة ومضيئة بجميع النواحي، وساهم أيضا في دعم مشاريع تنموية، فمازال يحتاج إلى تطورات فنية لمواكبة التطورات اليومية والحياتية، حيث إن أي مشروع ناجح يحتاج إلى بعض الإضافات لزيادة بريقه، وتحقيق الأهداف المنشود من خلاله.
وأفاد بأن براءة الذمة المالية الإلكترونية جزء من الربط الآلي للسلع الموجودة في المخازن والأسواق المركزية والفروع، والتي تكشف الواقع أمام رؤساء أعضاء مجالس الإدارات التعاونية والمشتريات، ما يوجد في الجمعية من سلع وبضائع، وما اكثر السلع التي يكون عليها إقبال من رواد الجمعية.
من جانبه، أشاد رئيس اللجنة المالية والإدارية في جمعية الزهراء التعاونية، صالح الحسينان، إلى اقتراح مشروع براءة الذمة الإلكترونية، الذي يعتبر خطوة تصحيحية لمسار العمل التعاوني في تلافي بعض المخالفات الناتجة من بعض قصور ومثالب القانون، منوها بأنه سيعزز شفافية العمل بين أعضاء مجالس الإدارات التعاونية والعاملين بالجمعية من ناحية عملية الرقابة، وأيضا مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وأكد أن تجربة الكويت في العمل التعاوني نجحت بامتياز، من خلال إقبال الكثير من الدول المجاورة، واستنساخ التجربة الكويتية، مع إضافة بعض التحسينات لتطبيقها على أرض الواقع، كونها رافدا مهما في الاقتصاد، وتحقق في الوقت نفسه أهدافا سامية ومهمة ورؤوس أموالها تعود لطبقة محدودة الدخل.
Saturday, March 19, 2016