حمى ارتفاع الأسعار قبل رمضان.. بين الحقيقة والقلق غير المبرر

حمى ارتفاع الأسعار قبل رمضان.. بين الحقيقة والقلق غير المبرر

  • الكندري: «التجارة» مطالبة ببيان يومي بعدد الجولات التفتيشية والضبطيات والمخالفات المسجلة بخصوص ارتفاع الأسعار
  • اتحاد الجمعيات التعاونية: خفض أسعار 140 سلعة من سلع التعاون بنسبة ما بين 20% و25%
  • غضنفري: تخوف المستهلكين لا مبرر له والأسعار ثابتة من «التجارة» والشراء المباشر يحل مشكلة أسعار الخضار والفواكه
  • العنزي: وردتنا تعاميم برفع سعر بعض السلع بنسبة 10% والمهرجانات التسويقية دليل خفض الاسعار لا رفعها
  • الخضار يعد من السلع الأكثر ارتفاعاً قبيل شهر رمضان المبارك وخصوصاً الطماطم
  • الأنصاري: الجمعيات التعاونية مع المستهلك والثقافة الاستهلاكية واللجوء للسلع البديلة ضرورة لمحاربة ارتفاع الأسعار
محمد راتب

في كل عام وتحديدا قبيل حلول شهر رمضان المبارك، تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي حملات مضادة ومنددة بموجة ارتفاع الأسعار التي باتت علامة بارزة من علامات قدوم الشهر المبارك، فالكثير من السلع كما يرى البعض ترتفع اسعارها بصورة غير مقبولة، مما يدفع البعض إلى الامتعاض والتساؤل حول الرقابة وقيام الجهات المعنية بحماية المستهلك وأداء واجبها تجاهه. 

ولا يبدو أن القضية التي تتفاعل في مثل هذه الأيام بشكل واضح صحيحة ودقيقة 100%، فالأمر مرتبط بالثقافة السائدة في المجتمع وتعميم المسألة على مختلف القطاعات، فالجمعيات التعاونية على سبيل المثال لم تشهد أسواقها ارتفاعات باستثناء بعض المنتجات والسلع التي تحمل تعميمات من الاتحاد بصورة قانونية وهي لا علاقة بها من قريب أو بعيد بحلول شهر رمضان المبارك، ومع ذلك فإن الجمعيات التعاونية تقوم بإطلاق مهرجانات تسويقية بسلع وأصناف متنوعة وبتخفيضات كبيرة متفاوتة، وهذا بحد ذاته يعزز من فكرة خفض الأسعار لا رفعها، إلا أن ما يجده المستهلك من رفع سعر بعض السلع خارج هذه الأسواق لا تقع مسؤوليته إلا على الجهات المعنية بالمتابعة والتي دفعت عضو مجلس الأمة النائب فيصل الكندري الى مطالبة وزارة التجارة ببيانات يومية عن الجولات والمخالفات التي يتم تسجيلها، في الوقت الذي يبقى فيه المستهلك فريسة لبعض التجار الجشعين الذين يستغلون موسم الصيام لرفع اسعار سلعهم.

«الأنباء» ومن واقع المسؤولية والأمانة في طرح القضايا، قامت بالتأكد من حقيقة الحملات التي تم اطلاقها عبر «تويتر» ليتبين أن الجمعيات التعاونية لا علاقة لها من قريب أو بعيد، وبأن المسألة ممارسات فردية من قبل بعض التجار المستغلين لهذه الفترة المباركة من العام، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، طالب النائب فيصل الكندري وزارة التجارة بالعمل على ضبط اسعار السلع والمنتجات ومنع بعض التجار من استغلال حاجة المواطن والمقيم، وخاصة اننا على مشارف شهر رمضان المبارك، داعيا الوزارة لتقديم بيان يومي يوضح عدد الجولات والضبطيات والمخالفات المسجلة ضد بعض تجار المواد الغذائية والاستهلاكية.

وأضاف الكندري، علينا الا ننسى أنين وشجون المواطن والمقيم في البلاد من ظاهرة غلاء الأسعار، وانعدام الرقابة في كثير من القطاعات التي تشرف عليها وزارة التجارة، وذلك لضمان حماية المستهلك في مجالات الأغذية والسلع ومواجهة التضخم الذي اخذ يزداد حسب التقارير التي تعدها الإدارة المركزية للإحصاء.

وزاد بأننا وعلى مشارف الشهر الفضيل يتجرد بعض التجار من إنسانيتهم ويتعمدون استغلال الفرص ليقوموا بزيادة اسعار السلع على المستهلك دون حسيب أو رقيب من الجهات المختصة، ولذلك نطالب المسؤولين وعلى راسهم وزير التجارة د. يوسف العلي بتفعيل القانون 39 لسنة 2014 بشأن حماية المستهلك الذي أقره المجلس والذي يدعو إلى حماية المستهلك عبر أداء رقابي يمنع الغش التجاري ويحمي المجتمع من جشع بعض التجار، لافتا انتباه الوزير إلى أن مدير نيابتي الامور العامة والشؤون التجارية طارق الياسين صرح بأن هناك 2617 متهما ببيع أغذية فاسدة في عام 2014.

سلع التعاون

بدوره أكد اتحاد الجمعيات التعاونية وعلى لسان رئيس لجنة الاستيراد والشراء الجماعي وليد ملعبي ان الاتحاد طرح تخفيضات على 140 صنفا من السلع الرمضانية الاكثر طلبا من قبل المستهلكين بنسبة تتراوح بين 20 و25% بكميات غير محدودة على سلع التعاون وهي لجميع المستهلكين دون تحديد أو تقييد، مشيرا الى ان هذا التوجه يأتي من سياسة الاتحاد التفاعلية وسعيها الدؤوب لتخفيض الأسعار، واهتماماتها بمحاربة الغلاء المصطنع، بهدف التخفيف عن كاهل المستهلكين، والوقوف إلى جانب ذوي الدخل المحدود، خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك.

وأوضح ملعبي ان إدارة الاتحاد تنتهج هذه السياسة المتمثلة في إقامة مهرجانات لتخفيض الأسعار من أجل حماية المستهلكين، خاصة في فترة الاعياد والمواسم التي تهم المواطنين والمقيمين، معربا عن أمله في أن تحذو الجمعيات التعاونية هذا النهج وتقوم بإقامة عروض خاصة للسلع الرمضانية وغيرها على مدار العام وإعطاء الأولوية لسلع التعاون.

ولفت الى أن الاتحاد بإدارته الجديدة المنتخبة يحرص على توفير السلع للمستهلكين بأسعار تنافسية، ويساهم أيضا في دفع عجلة الاقتصاد الوطني الكويتي، داعيا رؤساء مجالس إدارات الجمعيات التعاونية إلى تسهيل مهمة اتحادهم بتخصيص أماكن العرض المناسبة بالأسواق المركزية لإقامة هذا المهرجان وإبرازه بالشكل المناسب، مرحبا بجميع المقترحات والمشاركات والآراء من أعضاء مجالس الادارات أو العاملين في الجمعيات لما يصب في خدمة المنظومة التعاونية.

ذعر غير مبرر

ومن جهته، رأى رئيس جمعية الجابرية التعاونية أحمد طالب غضنفري أن هناك ذعرا غير مبرر من قبل الناس فيما يتعلق بارتفاع الأسعار قبل رمضان، ولا يوجد أي دليل على ذلك، فالأسعار على حالها وثابتة من قبل الوزارة والاتحاد، مرجعا السبب في اعتقاد البعض بذلك كثرة الطلب وتزايده على بعض الأصناف قبل شهر رمضان والتي هي في الأساس مرتفعة السعر.

وأشار غضنفري إلى أنه إذا كانت هناك زيادات على بعض السلع المعدودة فهي طبيعية ولا علاقة لها برمضان أو بعده، فقد يكون الرفع مصادفة من دون أي تعمد، مؤكدا ان الأمر على النقيض تماما فهناك بعض السلع تم خفض أسعارها من قبل اتحاد الجمعيات، وذلك بسبب اضطرار بعض الشركات لإعادة دراسة أسعار سلعها عندما يرى الاتحاد أنها أخطأت تقديرها لقيمة البضاعة.

وذكّر بأن شهر رمضان المبارك له خصوصية على مختلف المستويات، ومنها إطلاق المهرجانات التسويقية في جميع الجمعيات والأسواق الموازية، فهو شهر الخصومات والعروض، موضحا أن الارتفاع في الأسعار إن وقع فإنه لن يكون في الجمعيات والأسواق الموازية، باعتبار أسعارها محددة، وإنما في بعض محلات التجزئة والبقالات والأسواق الصغيرة.

وردا على سؤال حول أسعار الخضار، قال إن هذه المشكلة قديمة جدا، فكلما أتى رمضان ارتفعت أسعارها، وخاصة الطماطم، معللا ذلك بأن هذه السلع ليست إنتاج مصانع، وإنما هي تابعة للموارد الطبيعية وتعتمد عليها، وقد واجهنا خلال الفترة السابقة ارتفاعا في اسعار الخضار لأننا دولة غير منتجة، وإنتاجنا بسيط وبالكاد يكفي نسبة بسيطة من الاستهلاك اليومي للمواطنين والمقيمين، لافتا الى مسألة في غاية الأهمية تتسبب في ارتفاع الأسعار وهي إغلاق منافذ الدول المجاورة بسبب الأحداث السياسية الأمر الذي أدى لرفع الأسعار وتقليل الكميات، وهذا المحور المهم في الموضوع، فالجمعيات تعمل جاهدة للتفاوض مع الشركات، وتتيح الفرصة ليكون هناك أكثر من شركة خضار للتنافس، ونحن في جمعية الجابرية التعاونية فتحنا الباب يومين لعرض الخضار والفواكه، وبدأنا سياسة الشراء المباشر للمنتجات الكويتية من الخضار من سوق الفرضة، كما قمنا بزيادة المهرجانات والعروض في الجابرية منتهجين سياسة تسويقية تهدف خدمة رواد الجمعية.

وزاد: ما سيواجهه المستهلكون خلال رمضان وجود نقص في بعض السلع، وذلك بسببين رئيسيين الأول أنه قبل شهرين وردنا تعميم من الشؤون والاتحاد بزيادة المخزون الاستراتيجي من المواد الأساسية، نظرا للظروف السياسية التي تحيط بالمنطقة، مما زاد الطلب على تلك السلع من قبل الجمعيات لتأمين هذا المخزون، والسبب الثاني أن بعض الجمعيات تنتهي ميزانيتها في 30 الجاري وهذا يعني انها ستكون امام جرد سنوي، ما يجعلها تواجه مشكلة في توفير بعض السلع، وقد يستمر هذا الأمر خلال السنة المقبلة لتوافق دخول رمضان مع موعد الجرد السنوي لتلك الجمعيات.

الأسعار منضبطة

من ناحيته، نفى رئيس مجلس إدارة جمعية علي صباح السالم التعاونية م.سعود العنزي قيام الجمعيات برفع سعر أي سلعة، مشيرا إلى أن هذا الأمر منضبط بالعودة إلى الاتحاد وإصدار تعميم لعموم الجمعيات بهذا الخصوص ضمن ضوابط صارمة من قبل لجنة الأسعار.

وأوضح، وردتنا من الاتحاد زيادات بأسعار بعض الأصناف، بنسب تصل إلى 10% من السلع الأساسية والغذائية وهو أمر اعتيادي وليس مرتبطا بالشهر الكريم، ولا يتعلق بالأغذية الرمضانية فحسب، بل يشتمل على الكماليات ايضا، موضحا أن الجمعيات التعاونية تردها بين الحين والآخر تعاميم بزيادة اسعار بعض السلع، وتقوم بدورها بالتواصل مع الشركات لدعم المنتجات وخصوصا الرمضانية منها بهدف التخفيف عن كاهل المستهلكين والتقليل من اعباء الطلب خلال الشهر الكريم، حيث تتضاعف نسبة الإقبال والاستهلاك خلاله.

وتابع، إن المهرجانات التسويقية التي نطلقها والعروض الدائمة تسهم بشكل مباشر في تخفيض الاسعار لا رفعها وخصوصا أن نسب التخفيض فيها مرتفعة وتتفاوت من صنف إلى آخر، وتلبي احتياجات الجميع دون استثناء وتشتمل على تشكيلة واسعة من السلع الأكثر طلبا وإقبالا.

واستطرد بأن الخضار يعد من السلع الأكثر ارتفاعا قبيل شهر رمضان المبارك وخصوصا الطماطم، مع العلم انه يجب ان يكون بسعر اقل وخصوصا أنه في موسمه، ولكننا تغلبنا على هذه المشكلة من خلال الشراء المباشر من سوق الفرضة وعدم الاعتماد على الوسيط، ونجري على الدوام مقارنات في الاسعار مع الجمعيات المجاورة، ونعلنها بكل جرأة بأننا الأفضل والأقل بشهادة جميع روادنا.

وبين اننا كمجلس إدارة ومن خلال سياساتنا التفاعلية والتواصلية مع المستهلكين حظينا بالقبول والرضا ولدينا نتائج مميزة على مستوى الارباح والمشتريات والتخفيضات الشهرية واختيار المنتجات والباقات المتنوعة لتقديمها للمساهمين خلال شهر رمضان المبارك، وسيكون شعار مهرجاننا لهذا العام «مهرجان رمضان بأسعار زمان».

إطلاق مهرجانات

وفي السياق ذاته، بين رئيس جمعية هدية التعاونية عبداللطيف الأنصاري أن ما يحدث هو وهم وعلى الناس إنصاف الجمعيات التعاونية في هذا الجانب لا تحميلهم المسؤولية، فالجمعيات تقوم بدور إيجابي يتمثل في خفض الأسعار وإطلاق المهرجانات وتوفير جميع الأصناف الرمضانية والتواصل المستمر مع الشركات للحصول على أفضل التخفيضات وهذا بحد ذاته دليل على أننا نعمل على خفض الأسعار لا رفعها.

وأشار الانصاري إلى انه إذا وقع بعض المستهلكين في ضحية ارتفاع الأسعار فبسبب تصرفات فردية فالجمعيات التعاونية ملتزمة بتعاميم التجارة والاتحاد ولا زيادة إلا بقرارات رسمية، ونحن نقوم بين الحين والآخر بإطلاق المهرجانات حتى على المنتجات الأخرى كالقرطاسية التي لمس المستهلكون ارتفاعا في اسعارها، فبادرنا لدعمها وتوفيرها بأسعار مخفضة.

وذكر ان على المستهلك ان تكون لديه ثقافة استهلاكية باللجوء إلى السلع البديلة ذات الجودة العالية في حال وجد ارتفاعا في سعر اي سلعة بطريقة غير مبررة، فالخيارات كثيرة ومتوافرة، مشيرا إلى أن جمعية هدية التعاونية باتت مقصدا للكثيرين من المستهلكين والمتسوقين ونالت استحسان الجميع، وهناك توافق بين أعضاء مجلس الإدارة على العمل المشترك للحد من ارتفاع الأسعار والتخفيف عن المستهلكين وخصوصا قبل شهر رمضان.

Wednesday, June 10, 2015