أسعار الخضراوات والفواكه «نار» رغم غياب الزبائن
كالمغرد خارج السرب، تتزايد أسعار الخضراوات والفواكه رغم قلة الزبائن، غير
عابئة بنظرية العرض والطلب، ففي الوقت الذي غادر فيه البلاد مئات الآلاف
من المواطنين والمقيمين لقضاء العطلة الصيفية خارج الكويت ما قلل الطلب على
المعروض منها، ظلت أسعارها مرتفعة، وهو ما أكده مسؤولون في منافذ البيع
وتجار ومستهلكون.
«الراي» بحثت عن أسباب ذلك عبر استطلاع آراء
مسؤولين في الاسواق التعاونية وتجار في شبرة الخضراوات وبعض المستهلكين
الذين عانوا من ارتفاع الاسعار، وهو ما يظهر في ما يلي:
قال عدنان
شاكر (تاجر في شبرة الخضراوات بالصليبية) «ان تكاليف الشحن المرتفعة احد
الاسباب الرئيسية لارتفاع اسعار الخضراوات والفواكه»، مشيرا الى ان «ايجار
البراد الواحد الذي ينقل الخضراوات والفواكه من الاردن الى الكويت كان يكلف
فقط 400 دينار أما الآن فتكلفة البراد بلغت 1400 دينار اي بزيادة الف
دينار، وكذلك فإن تكلفة البراد من تركيا كانت في السابق 3 آلاف دولار والآن
وصلت إلى 8 آلاف.
وذكر أنهم كانوا في السابق يستوردون الطماطم من
سورية والاردن بطريق مباشر ولكن الآن صار الاردن هو المورد الوحيد بالاضافة
الى تركيا، اما لبنان فلا يمكن نقل الخضراوات والفواكه منها الا عن طريق
البحر وهذا يستغرق شهرا ما يتسبب في اتلاف المنتجات».
وعن نسبة
الزيادات التي طرأت على الاسعار بين أن «هذه الزيادات تتراوح ما بين 30 و60
في المئة فمثلا الطماطم زادت أسعارها بنسبة 40 في المئة».
وفي شأن
عدد البرادات التي تصل يوميا إلى شبرة الخضراوات أوضح انه «يصل من الاردن
25 برادا يوميا ومن تركيا من 2 إلى 3 برادات وعدد محدود من السعودية».
وفي
السياق ذاته، قال رضا عادل (تاجر) «ان طبلية الرقي الاردني صعدت من 80
دينارا و120 الى 300 دينار زنة 800 كغم»، لافتا إلى أن «الغلاء الذي طرأ
على اسعار الفواكه والخضراوات نابع من مصادره وعدم وصول المنتجات السورية
للاسواق، فضلا عن ان الطماطم الكويتية قليلة بالاسواق».
وأشار عادل
الى ان «صندوق الشمام الاردني صعد من 2.750 دينار الى 5.500 دينار اي تضاعف
كما زادت الطماطم الكويتية بنسبة 30 في المئة فضلا عن ارتفاع تكاليف الشحن
عن طريق الجو بالطائرة وانعكاس ذلك على المستهلك».
وفي جمعية شرق،
قال مدير السوق المركزي احمد عبدالله «ان وصول 10 برادات طماطم الاسبوع
الماضي من مصر ساهم بشكل محدود في معالجة النقص بالاسواق، كما زادت اسعار
الفواكه الموسمية بنسبة 20 في المئة واكثر من ذلك للتي تشحن بالطائرة»،
مشيرا إلى أن «الأحداث في سورية قد اثرت على المطروح في السوق المحلي،
فالبطيخ السوري المخطط غير متوافر والاردني غال ووصل إلى 330 فلسا للكيلو،
علاوة على نقص المعروض من المنتجات السعودية، لافتا إلى أن «العرض الاسبوعي
بالجمعية يوم الأحد يوفر تخفيضات بنسبة 30 في المئة».
من جهته، أكد
مدير عام تعاونية الفنطاس أحمد العازمي أن «ارتفاع اسعار الخضراوات مرجعه
نقص المعروض بالسوق وارتفاع تكاليف الشحن من البلدان المصدرة»، مبينا ان
«هناك نقصا في البضائع الاردنية فضلا عن الظروف السياسية بالمنطقة
وتأثيراتها السلبية على حركة الاستيراد».
وأكد ذلك، أمين سر مجلس
إدارة جمعية الشعب التعاونية حمد العوض ان «العرض الذي تنظمه الجمعية يومي
الاربعاء والخميس من كل اسبوع يساهم في التخفيف من زيادة الاسعار موقتا حيث
تشمل التخفيضات السلع المستوردة والمحلية تتراوح بين 20 إلى 30 في المئة».
أما
رئيس اللجنة الاجتماعية وعضو مجلس الادارة في تعاونية الشهداء جاسم
الشمالي فقد اكد ان «التاجر يحدد نسبة عالية من الارباح وهذا بلا شك يرفع
الاسعار على المستهلكين»، مضيفا أن «الشراء المباشر للخضراوات مكلف على
الجمعيات لان الجمعيات مضطرة إلى الشراء من عدد محدد من الشركات في الوقت
الذي لا تقوم فيه هذه الشركات بإرجاع التوالف كما تتحمل الجمعيات اجور نقل
الخضراوات والفواكه وكذلك تكاليف العمالة وهذا ايضا يساهم في ارتفاع
الاسعار».
وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس مجلس الادارة في تعاونية
الفيحاء عبدالله الثاقب «في الوقت الذي ندرك فيه ارتفاع اسعار الخضراوات
والفواكه من البلدان المصدرة وما يترتب على ذلك من زيادة في اجور الشحن
وخلافه فان المهرجان الاسبوعي للخضراوات والفواكه يومي الاربعاء والخميس
تجرى فيه تخفيضات بنسبة 25 في المئة».
كما أوضح مدير السوق المركزي
للجمعية رشيد عمر أن «الزيادات التي طرأت على اسعار الخضراوات والفواكه
أخيراً تتراوح نسبتها بين15 و30 في المئة وتشمل الفواكه الموسمية مثل الكرز
والخوخ والشمام والبطيخ وغيرها».
وعلى صعيد الزبائن، قال محمد
عبدالوهاب «ما نستفيده من تخفيضات في عروض الخضراوات والفواكه في الجمعيات
في يوم واحد اسبوعيا ندفع أضعافه خلال بقية ايام الاسبوع بسبب زيادة
الاسعار في الخضراوات والفواكه»، مطالبا وزارة التجارة والصناعة بـ «وضع حد
للغلاء المصطنع».
وبين عباس مهدي أن «احتكار بعض التجار وراء غلاء
بعض الاصناف من اجل رفع الاسعار بحجة عدم كفاية المنتج بالاسواق ما ينعكس
سلبا على المستهلكين».
اما رشيد كمال فقد طالب بـ «توحيد اسعار
الخضراوات والفواكه بين الجمعيات اسوة ببعض السلع الاستهلاكية الاخرى طالما
تقوم الجمعيات بالشراء المباشر للخضراوات والفواكه»، لافتا إلى ان هذا «هو
المسلك الذي تنتهجه معظم الجمعيات التعاونية».