الصبيح: لا يوجد ما يمنع إنشاء اتحاد خليجي للعمل التعاوني ونعمل على مزيد من إجراءات الرقابة على التعاونيات
الجاسم: اقتراح بإنشاء أقسام لتدريس العمل التعاوني في الجامعات والكلياتبشرى شعبان
أكدت وزيرة الشؤون هند الصبيح أهمية انعقاد ملتقى التعاون الثالث للمرة الثالثة في الكويت في نقل التجارب التعاونية بين دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة رواد العمل التعاوني في دول مجلس التعاون، مشيرة الى ان للكويت باعا طويلا في مجال التعاونيات، وهي المتصدرة في إنشائها، وهناك قانون خاص للعمل التعاوني وقرارات منظمة واتحاد تعاونيات، مبينة ان تجربة الكويت إثراء لكل دول مجلس التعاون ونأمل أن يخرج المؤتمر بتوصيات تنعكس إيجابيا على الجمعيات التعاونية، ونعمل على مزيد من إجراءات الرقابة على التعاونيات وأعمالها لتحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله.
جاء ذلك في تصريح صحافي على هامش افتتاح ملتقى العمل التعاوني الخليجي الثالث، مضيفة في ردها على سؤال حول إنشاء تكتل أو اتحاد تعاوني خليجي في ظل الظروف الراهنة انه لا يوجد ما يمنع ذلك ولكن ستتم دراسته وفق الإطار القانوني.
وكانت الصبيح قد أشارت في كلمة لها خلال الافتتاح الى ان تنظيم هذا الملتقى يأتي استمرارا للنهج الذي اتبعته دول مجلس التعاون في بلورة الأهداف والغايات المشتركة، ما يترتب عليه إثراء مستمر في تجربة العمل الخليجي المشترك على كل الأصعدة، ولا شك ان الملتقى التعاوني الخليجي الثالث سيحقق العديد من أهدافه الموضوعة فيما يتعلق بمعرفة التحديات التي يفرضها اقتصاد السوق في ظل المنافسات الشديدة والمتنوعة التي يشهدها في دول مجلس التعاون وسيرصد المتطلبات القانونية لتنظيم التعاونيات ومستقبلها في ظل التحولات الاقتصادية وآليات السوق الجديدة في دول مجلس التعاون.
وأضافت ان جدول الأعمال حافل بالموضوعات المتعلقة بدور التعاونيات في ظل اقتصادات السوق وتحديات العمل التعاوني وتقييم أداء التعاونيات والعلاقة بين الدولة والتعاونيات فضلا عن عرض تجارب الدول الاعضاء ومناقشة الخيارات المقترحة لصيغ التعاونيات الخليجية المشتركة بما يتناسب مع قوانين دول مجلس التعاون، ونأمل ان نخرج معا وكعادة ملتقياتنا بتوصيات قابلة للتطبيق بما يحقق طموحات المواطنين في الارتقاء بالعمل التعاوني.
من جانبه، أكد مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل بدول مجلس التعاون عقيل الجاسم ان العمل التعاوني يحتل مكانة في استراتيجيات وبرامج دول مجلس التعاون على مختلف المستويات، انطلاقا من القناعة الخليجية المشتركة بان التعاونيات هي احد أهم الخيارات الاستراتيجية لضمان اقتصاد اجتماعي يعتمد على مشاركة فاعلة لأبناء مجتمعاتنا الخليجية.
وأضاف ان تطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية للجمعيات التعاونية يحتم قيامنا بدور مهم في إيجاد التوازن بين آلية وحركة السوق من جهة وتحقيق مصالح أفراد المجتمع من جهة أخرى.
ورأى الجاسم ان تعزيز دور الحركة التعاونية في خدمة وتنمية دول مجلس التعاون يعد مطلبا حيويا يستند الى ما تتيحه الحركة التعاونية بمنطلقاتها وتراثها الإنساني من وسائل قادرة على تنظيم الجماعة وتوحيد جهود المواطنين الذاتية وتجميع طاقاتهم من أجل خلق مجتمعا متطورا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وذلك بشكل عميق في ظل العولمة واستحقاقاتها من الخصخصة، بالإضافة الى إعادة الهيكلة الاقتصادية والشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني في بناء الدولة الحديثة، مضيفا «أصبحت هذه هي المهمة المركزية التي ينبغي ان تتكاتف جميع الجهود في ترجمتها فكرا وممارسة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال حياة المجتمع العربي الخليجي ضمن اطر وقرارات قانونية وهيكلية».
وأشار الجاسم الى ان مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل بدول مجلس التعاون الخليجي قد تنبه لهذا الأمر، حيث أصدر قراره باعتماد مشروع قانون استرشادي موحد للتعاونيات يسهم في توحيد السياسات التعاونية في جميع دول المجلس.
وقال ان الكويت أثبتت ريادتها في شتي المجالات والميادين الاجتماعية، وتجلى ذلك في الدور الكبير الذي لعبه اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في بناء مستشفي للقلب وتجهيزه وفق أحدث أساليب العلاج بشهادة الجميع في الداخل والخارج.
وتقدم الجاسم باقتراح الى المسؤولين عن التعليم العالي والجامعات والكليات في الدول الخليجية بأن تتضمن مناهجها وبرامج الدراسات المعتمدة سواء في الجامعات او الكليات، أقساما خاصة بالدراسات التعاونية، وتمنح شهادات على أساسها، ولفت الى ان تنفيذ هذه المقترح يكون في البداية في الكويت باعتبارها صاحبة المبادرات في المجالات التعاونية.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية النحالين التعاونية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية د.احمد الغامدي في كلمة نيابة عن المكرمين ان العمل التعاوني يمثل ركيزة للنشاط الأهلي الاجتماعي، وهو يدعم جهود الدول ووزارات الشؤون الاجتماعية في مجالات التنمية الشاملة، والذي قد يكون اكثر نفعا وقربا من المحتاجين والمعوزين وذوي الدخل المحدود بصفته عملا يرتبط مباشرة بحاجاتهم ويسعى الى تلبيتها بأقصر الطرق.
دور التعاونيات لم يعد مقتصراً على تقديم السلع للمواطنين
ألقى رئيس الاتحاد د.سعد الشبو كلمة كشف فيها عن ان الملتقى سيسلط الضوء على دور التعاونيات في ظل اقتصاد السوق وتحديات العمل التعاوني في بيئة شديدة المنافسة وتقييم أداء التعاونيات في دول مجلس التعاون وأهمية دعم الدولة للتعاونيات.
واستعرض الشبو دور التعاونيات في الكويت منذ إشهارها، موضحا دور الاتحاد في العمل على تحقيق أهداف العمل التعاوني وتوفير السلع الضرورية للمستهلك تحت علامة التعاون من مصادر محلية وخارجية عن طريق الشراء الجماعي بأسعار مخفضة، مشيرا الى أن دور التعاونيات بالكويت لم يعد مقتصرا على تقديم السلع فقط للمواطنين بل تعدى ذلك ليشمل النواحي الثقافية والتعليمية والرياضية والتوظيفية ودعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة عبر عرض منتجاتهم بأسواق وأفرع الجمعيات، وهو الأمر الذي يسهم في تحقيق أهداف الدولة لإحداث التوازن المنشود في توزيع القوى العاملة الوطنية بين القطاعين العام والخاص.
لا استثناءات في إغلاق اللجان الخيرية المخالفة
تحدثت الوزيرة الصبيح عن مباشرة الوزارة بإغلاق اللجان التابعة للجمعيات الخيرية بعد انتهاء المدة الممنوحة لها لتنفيذ الإغلاق الذاتي، مبينة ان الوزارة خاطبت الجهات المعنية ومنها البلدية بحظر فتح اللجان في السكن الخاص. وأضافت ان اجتماع عقد بين الشؤون والبلدية، وهناك اجتماع آخر سنعقده مع وزارة الداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، لافتة إلى ان هناك جمعيات خيرية أغلقت لجانها المخالفة 100% وجمعيات أغلقت بحدود الـ 60% ونحن نتعامل مع الـ 40% المتبقية وستغلق جميعها ولا يوجد استثناء.