تعاونيون لـ«الكويتية»: لاءات لاستثمار الأسواق المركزية

تعاونيون لـ«الكويتية»: لاءات لاستثمار الأسواق المركزية

أجمع عدد من التعاونيين على أن طرح الاسواق المركزية، كجانب استثماري، هو كسر للمنافسة الحقيقية بين الشعب والتاجر في أكبر قطاع للتجزئة في السوق المحلي، حيث ستصبح الاسواق المركزية بالتعاونيات والاسواق الموازية تبعا لتاجر واحد، نظرا لامتلاكه رأس المال.. أما المستهلك، فينتظر مصيره بالقرارات التي سيصدرها صاحب الشأن.
 
وأكدوا رفضهم عملية طرح الاسواق المركزية للمزايدة أو الاستثمار، لأن ذلك يعد البوابة الاولى لخصخصة الجمعيات التعاونية، ما يناقض الهدف الذي انشئت من اجله التعاونيات، وهي العمل كمؤسسة خدماتية غير ربحية، أي أنه بعد الطرح ستتحول الجمعيات إلى قطاع تجاري ربحي يمارس فيه التاجر نفوذه.
 
 
تمهيد للخصخصة
في البداية، أكد رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية د.سعد الشبو، ان طرح الاسواق المركزية للاستثمار يعد تمهيدا للخصخصة بوجه آخر، والقضاء على محور رئيس من عمل التعاونيات، وخاصة في الجانب الخدماتي والاستهلاكي، حيث إنه بعد استثمار الاسواق المركزية سينتهي الهدف الاساسي للتعاوني، الذي ينشد من أجله، وهو تحقيق المؤسسة الخدماتية غير الربحية.
 
وحذر الشبو من خطورة مشروع تحويل الاسواق المركزية للاستثمار، وانعكاسه على الاسعار والخدمات والانشطة المقدمة للمساهمين، وأيضا تهديد المستقبل الوظيفي للعاملين في الجمعيات التعاونية، منوها إلى أن مسار العمل التعاوني سيحيد عن جادته بشكل كبير، من خلال انتزاع أحد الاصول الثابتة للعمل التعاوني، وهو إدارة الاسواق المركزية.
 
وأضاف أنه في حال طرح الاسواق المركزية للاستثمار، فإن ذلك سيجعل الشركات تعوض ما دفعته ماليا في المزايدة والايجار الشهري، ما يسبب ارتفاع الاسعار وعدم الاهتمام بمصلحة المستهلك، وأيضا تحويل العمل التعاوني من عمل مؤسسي خدماتي إلى تجاري ربحي.
 
رفض تام
من جانبه، قال رئيس جمعية اليرموك التعاونية فيصل الانصاري، إن استثمار الأسواق المركزية هو الخطوة الأولى لخصخصة التعاونيات، لذلك نرفض هذه الفكرة تماما، كونها ستغير من نمط العمل التعاوني، الذي يهدف إلى مكافحة ومحاربة ارتفاع الاسعار، وأيضا سيصبح أداء عمل مجالس الادارات التعاوني إشرافيا، ويتنزع منه حقه الاصيل، وهو تحديد الاسعار ومراقبتها، حفاظا على مصلحة المساهم.
 
وأوضح الانصاري ان تحويل الأسواق المركزية من اصول ثابتة إلى متغيرة عبر طرحها للاستثمار سيلغي دور العمل التعاوني، وإعطاء الصلاحية للأسواق الموازية بالاستحواذ على قوت الشعب عن طريق إدارة الاسواق المركزية، إضافة إلى عدم الاستقرار الوظيفي للعاملين في الجمعيات التعاونية.
 
 
وطالب «الشؤون»، بعدم اتخاذ أي خطوة نحو استثمار الاسواق المركزية، ودراسته بجدية تامة، لما له من آثار سلبية على المستهلكين والمساهمين.
 
استغراب
من ناحيته، استغرب رئيس لجنة المالية والادارية في جمعية سعد العبدالله بدر الرسيس، موافقة إدارة الفتوى والتشريع على استثمار الاسواق المركزية للجمعيات التعاونية، وطرحها كفرع مستثمر يعد ضربا في صميم العمل التعاوني، من حيث خصخصة أحد الاصول الثابتة للتعاونيات، مؤكدا أن طرحها للاستثمار سينعكس على الاسعار والخدمات، إذ سيقوم التاجر الذي سترسو عليه إدارة الاسواق المركزية بتعويض ما خسره ماليا في المزايدة، وأيضا في الايجار الشهري الذي سيلتزم به، الأمر الذي سيحول العمل التعاوني إلى شركة تجارية ربحية يناقض مبادئها التي انشئت من أجلها.
 
وبيَّن أن على مسؤولي وزارة الشؤون الاجتماعية التأني في اتخاذ الآلية او القرار الخاص بطرح الاسواق المركزية للاستثمار، قبل أن نندم بما نتخذه من قرارات، لأن هذه الاسواق تعد ملكيتها مالا خاصا يتبع المساهمين، وليس مالا عاما، وان فكرة الاستثمار، أول خطوة لبوابة خصخصة الجمعيات التعاوينة.
 
ذات انعكاس سلبي
بدوره، قال أمين السر في جمعية السلام والصديق جزاع بوردن، إن استغرابنا من موافقة إدارة الفتوى والتشريع على فتح بوابة الاستثمار للاسواق المركزية، لأنها أول خطوة في ثمار الخصخصة بالعمل التعاوني، فنحن نرفض هذه الفكرة التي سيكون لها انعكاس سلبي كبير في ناحية الاسعار، وأيضا سيبعد صميم العمل التعاوني في الإدارة المباشرة للسلع والبضائع، مبينا أنه سيتم تسليم أكبر قطاع تجارة للتجزئة في السوق المحلي لفئات معينة ذات رؤوس مالية كبيرة لا تفكر في مصلحة المستهلك أو المساهم، وإنما في عملية كيفية كسب المال.
 
ونوه أنه طرح الاسواق المركزية للاستثمار، هو كسر المنافسة الحقيقية بين الجمعيات التعاونية والاسواق الموازية، حيث تصبح الاسواق الموازية والمركزية في التعاونيات ملكا لشخص واحد، أي سينفرد بقطاع التجزئة، الذي يشكل أكبر قطاع تجاري في الكويت، ويكون مصير المستهلك والمساهم على المحك.
 
المحرك الرئيس للتجزئة
في السياق ذاته، نوه نائب رئيس جمعية الصليبخات والدوحة التعاونية عيد الرشيدي، أن الجمعيات التعاونية منذ الأزل، وهي تحارب فكرة الخصخصة، كونها المحرك الرئيس لقطاع التجزئة في السوق المحلي، والاستحواذ عليها يكون أعلى نقاط الربح فيها لاقبال المستهلكين عليها، ولا شك أن طرح الاسواق المركزية للاستثمار سيكون بمثابة هدية لأصحاب الاسواق الموازية والتجار في الاستحواذ على قوت الشعب الوحيد، الذي يستفيد منه الكثير من الخدمات.
 
تدمير العمل التعاوني
على الصعيد ذاته، أكد عضو مجلس إدارة جميعة سعدالعبدالله التعاونية محمد المطيري، أن من يبحث في مصلحة الحفاظ على اموال المساهمين، من خلال طرح الاسواق المركزية التابعة للجمعيات التعاونية للاستثمار، فإنه يرغب في تدمير مبادئ العمل التعاوني.

Sunday, November 22, 2015