ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الإنتاج لـ 10% يرفع سعر صندوق الخيار إلى 1.5 دينار
ما يحدث في البورصات تماما ومثلما يرتفع سهم من القاع إلى القمة أو تهوي به نوائب الدهر الى مكان سحيق، قفز سعر الخيار الى مستوى يفوق المعقول من تكاليف إنتاجه ومصاريف نقله، ليتجاوز سقف الدينار ونصف الدينار في بعض الأسواق التعاونية والأخرى الموازية التي برر بعض مدرائها لـ «الأنباء» هذه القفزة بارتفاع سعره عليهم، ومدللا على ذلك بمقطع فيديو انتشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي نسبه أصحابه إلى أحد المزادات لهذا المنتج الكويتي الذي انطلق بسعر مرتفع وبلغ أعلى مستوياته عند دينار و400 فلس.
وأكد رئيس مجلس ادارة الاتحاد الكويتي للمزارعين هادي الوطري ان المزارع الكويتي لا يتحمل أدنى مسؤولية عن ارتفاع أسعار بعض انواع الانتاج الزراعي لاسيما الخيار.
وقال في تصريح لـ «الأنباء» ان قلة الانتاج من الطبيعي أن تؤدي الى ارتفاع أسعار الخضراوات، موضحا ان هذا ليس موسما زراعيا للخيار وأن عامل المناخ وارتفاع درجات الحرارة أدى الى اتلاف الكثير من المزروعات لاسيما نبتة الخيار التي تتأثر كثيرا بالعوامل المناخية وارتفاع درجة الحرارة أدى الى اتلاف كميات كبيرة من نبتات الخيار.
وأشار الى ان المزارع الكويتي تعرض نتيجة ذلك الى خسائر في المزروعات التي أدت الى ندرة في الانتاج، وهذا ما رفع سعر كرتون الخيار الى ما يزيد على الدينار.
وأضاف الوطري انه في وقت الذروة الإنتاجية كانت تباع الـ 6 كراتين بربع دينار، وأن المزارع في كل الحالات يدفع الثمن من جهده وماله، مؤكدا ان المزارع لا يتحمل أدنى مسؤولية وهذه الاوضاع خارجة عن ارادته.
وفي أقسام الخضار والفاكهة بالجمعيات التعاونية تفاوتت الأسعار بين 695 فلسا ـ مثلما باعته جمعية هدية التعاونية يوم المهرجان الأسبوعي ـ وحتى دينار و300 فلس، كما في عدد من الجمعيات التعاونية التي ذكرت انها لم تضع هامشا ربحيا على بيعه، في ظل تذمر واضح من المستهلكين الذين عزف بعضهم عن شرائه في حين اكتفى آخرون بتعليقات تكيل الاتهامات للجهات المعنية في الدولة وتعزو هذا الارتفاع لضعف الرقابة ووجود شبهة استغلال.
رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية د.سعد الشبو أشاد بالجمعيات التعاونية التي تفاعلت مع وصول أسعار مثل هذه الخضار إلى ذروتها في بعض الأوقات من حيث عدم وضع هامش ربحي، مشددا على ان آلية الشراء المباشر لعلها تكون أفضل السبل لمعالجة هذه الارتفاعات، فالخيار سلعة موسمية وأسعارها مثل البورصة فالكرتون وصل في بعض الأحيان نزولا إلى 50 فلسا، واليوم نرى ان الجمعيات مشكورة تبيع هذا المنتج بأقل مما هو موجود في بعض الأسواق الموازية ولم يرتفع عن دينار و300 فلس، مبينا ان ثقافة المستهلك بظروف إنتاج الخيار وغيره من السلع المماثلة كالطماطم بين الكثرة والقلة مهمة جدا لوضع العذر للمنتجين وللأسواق والجمعيات.
مصدر مسؤول في سوق الجملة أكد لـ «الأنباء» وجود ارتفاع في الأسعار ووصولها لهذا المستوى العالي الذي لا يخرج عن كونه أمرا صحيا ومنطقيا نظرا لشح الكميات المتوافرة من الخيار حيث وصل السعر أمس إلى دينار ونصف للنخب الأول على البسطات، ولكن علينا أن نضع في الاعتبار أن عدد كراتين الخيار التي تدخل السوق في الأيام العادية يتراوح بين 85 ألفا إلى 100 ألف كرتون، ولك ان تتصور السعر عندما تنخفض الكميات يوم أمس الثلاثاء إلى 11 ألف كرتون فقط، أي ما لا تتجاوز نسبته 11% من الوضع العادي».
وأشار المصدر الى ان المعروف لدى المزارعين ان الخيار له بذرتان إحداهما شتوية والأخرى صيفية، ولا شك أن فترة الصيف وسفر المزارعين خارج البلاد يجعل كميات الإنتاج تصل إلى مستوى شحيح جدا، وبالتالي فإن المعروض بهذه القلة يلعب دورا كبيرا في تحديد السعر بل بلوغه إلى أعلى مستواه.