إلغاء انتخابات تعاونية صباح الأحمد.. و2450 ناخباً كسروا دائرة الاستيعاب
على مدخل شارع مكة في منطقة الفحيحيل ومع بلوغ درجة الحرارة أقصاها في الظل، كانت تجربة أول انتخابات لجمعية صباح الأحمد التعاونية على موعد مع إخفاق من نوع آخر، ذاق مرارته أبناء المدينة الأحدث في الكويت عندما جاؤوا يملأون بأقلامهم قراطيس أصواتهم ليدلوا بها في صناديق الاقتراع التي استقطبت ٢٤٥٠ ناخبا، ممن يحق لهم اختيار مجلس جديد للجمعية، فاقوا المتوقع وكسروا دائرة الاستيعاب فانكشفت مثالب التنظيم لهذا الحدث الانتخابي.
وأمام الأزمة الخانقة التي حدثت، اضطر مسؤولو الشؤون، إلى اتخاذ قرار بإلغاء الانتخابات وتأجيلها حتى يوم الأربعاء المقبل، حتى يتم تنظيمها بشكل منظم.
شهود عيان ذكروا مبررات عدة لهذا الإلغاء، بناء على قرار «شؤوني» دفعهم لاتخاذه نفاد «الطاقة» لدى مناديب الوزارة والذين فوجئوا بتلك الجموع الغفيرة وبعدم وجود كراسي يجلسون عليها بعد أن تقبلوا العمل في أجواء درجة حرارة وصلت إلى ٥٠ درجة داخل فصول دراسية قليلة تنفث من جدرانها مساء أمس سموم ما اختزنته من قيظ الظهيرة الكويتي المعروف.
وفي سردهم لما حدث، قال بعض المشاركين: إن اختيار مدرسة تقع بين منطقتي المنقف والفحيحيل المعروفة بأسواقها المكتظة وروادها المسائيين، كان كفيلا وحده بأن يرسم مشهدا خانقا من تعطيل لحركة السير بسبب ازدحام القادمين إلى عرس ديمقراطي جرى بما لم تشته سفنهم ومركباتهم التي لم تجد لها مكانا في المواقف الشحيحة للمدرسة، وحيث لم يشفع وجود دوريات من وزارة الداخلية لم تستطع تحقيق نتيجة من جهدها الذي بذلته للتنظيم.
وتساءل هؤلاء ومنهم المرشح م. عقاب العازمي: كيف لبضعة فصول دراسية فقط هيئت لاستقبال الناخبين عبر لجان معدودة أن تستوعب ٢٤٥٠ في ثلاث ساعات فقط للإدلاء بأصواتهم؟! وهل من الصواب اختيار مدرسة بهذا الموقع البالغ السوء بدلا من اعتماد أخرى تتمتع بانسيابية في الوصول لها وتدفق الناخبين عليها وتستوعب أعدادهم؟!
وأضاف العازمي أن الجمعية العمومية تأخرت لهذه الأسباب من الساعة الـ ٤ حتى الـ ٧ على خلاف ما كان مخططا له، وهو أن تبدأ الانتخابات في تمام الساعة الـ ٥ مساء، إلى جانب أن من دشن مرحلة السكن في منطقة جديدة كمدينة صباح الأحمد لا يبلغون الكثرة حتى اليوم، ما يجعل من غير المتوقع توافد هذه الأعداد الغفيرة، إلا أن منهم من عبر عن معاناته لعدم وجود جمعية تعاونية في هذه المنطقة التي رأت النور قريبا، وهو ما يجعل من الحصول على الخدمات والاحتياجات الأساسية أمرا في غاية الصعوبة لاسيما أن أقرب جمعية لهم هي جمعية علي صباح السالم.
من رأوا الحدث قالوا إن ظروف التسجيل للانتخابات التي أجريت مساء أمس الأول تزامنت مع فترة الصيف وسفر الأهالي ودخول شهر رمضان وبعده العيد، وإذا أضفت إلى ذلك عدم جهوزية الطرق المؤدية إلى مدينة صباح الأحمد حيث هناك يسجل الناخب، فإن مخيلتك لا تستطيع توقع هذا العدد الغفير اليوم، إلا أن إصرار الأهالي الجدد في النهوض بمدينتهم فاق كل متوقع.
الكثير من الشهود توجهوا بالشكر إلى مندوبي وزارة الشؤون الذين قاسوا الحر داخل غرف مغلقة لا تكييف فيها وقابلوا طوابير الناخبين بهدوء وحلم يصعب وجوده في مثل تلك الظروف، وأثنوا على جهود دوريات الأمن التي بذلت واجتهدت ولم تفلح في تغيير الواقع وتنظيم الطوابير، كما أثنوا على الجانب المشرق الذي كان واضحا في قيام جمعية علي صباح السالم الوحيدة بتوفير المياه والعصائر بالشكل الذي أطفأ ظمأ الكثيرين وخفف من وطأة ما حدث من حزن وخيبة أمل ظهرا بشكل واضح على وجوه القاطنين في المدينة الجديدة والذين تجاوز عددهم الـ ١٠٠ بعد أن تأخر تحقيق حلمهم في «تنفس الخدمات» وإنشاء جمعية تعاونية جديدة يكونون هم لبنتها الأولى.