«عاصفة الحزم»... برد وسلام على أسواق الكويت
اعتادت الكويت على التعايش مع توترات المنطقة التي لا تتوقف، ومع كل حدث جديد تتجاوب الساحة المحلية ونرى تداعياته عليها، ولاسيما إذا كان الحدث أمنيا يتعلق بتوترات عسكرية، ولكن الحدث هذه المرة كانت التجاوب معه إيجابيا.
فعاصفة الحزم التي أطلقها تحالف دول الخليج وعدد من الدول العربية والإسلامية في اليمن، كانت تداعياته إيجابية، فمع التأييد الشعبي الواسع والوقوف خلف القيادة السياسية في الدفاع عن الخليج وأمنه، لم يحدث أي استغلال للظروف من الأسواق التي تشهد في مثل هذه الأحداث موجة غلاء، لكن الوضع في أسواق الكويت كان عاديا، فكانت عاصفة الحزم بردا وسلاما.
«الراي» رصدت الأسواق التعاونية والموازية ومحلات الجملة، ومدى ما شهدته من تأثير، فلم تسجل أي ارتفاع في الأسعار، في وقت شدد اتحاد الجمعيات التعاونية اﻻستهلاكية على مواجهة أي حركة رفع للأسعار قد تقوم بها بعض الجمعيات.
بداية، طمأن رئيس اتحاد الجمعيات علي حسن المستهلكين من مواطنين ومقيمين بأن المخزون اﻻستراتيجي للسلع يكفي لمدة ستة اشهر، لافتاً الى ان حملة تفتشية ستنطلق اليوم بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة ووزارة الشؤون اﻻجتماعية والعمل واتحاد الجمعيات التعاونية تطبيقا للقرار الوزاري والخاص بانشاء لجنة مراقبة ومتابعة اﻻسعار وتشمل هذه الجولة الجمعيات التعاونية واﻻسواق الموازية للتأكد من اﻻلتزام باﻻسعار.
والقضاء على اي ارتفاع مصطنع قد تلجأ اليه بعض الشركات واستغلال العمليات العسكرية الحالية التي تجري في المنطقة بسبب اﻻحداث السياسية في اليمن.
وقال حسن «ان اﻻتحاد سيصدر هذا اﻻسبوع تعاميم جديدة بهذا الشأن، كما سينشط عمل المفتشين باﻻتحاد للتأكد من التزام الجمعيات بتوحيد اﻻسعار» ،مشيرا إلى ان «زيادات اﻻسعار تستند الى ضوابط تحددها لجنة اﻻسعار في اﻻتحاد وتتم كل خمس سنوات للسلعة وﻻتتجاوز الزيادة 10 في المئة».
وعلى صعيد وزارة التجارة والصناعة اعلن مديرالجهاز الفني للإشراف على السلع بالوزارة ان الجوﻻت التفتشية باﻻسواق الموازية ستنطلق ﻻجراء مقارنات دورية للأسعار والتأكد من حدوث زيادات مفتعلة اومصطنعة من عدمه.
وفي جولة لنا في تعاونية اليرموك ،قال رئيس مجلس اﻻدارة فيصل اﻻنصاري «ان دور القطاع التعاوني معروف منذ الغزو العراقي حيث كان بارزا، وبالتالي فان الجمعية حريصة على توفير السلع دون انقطاع واسعارها الثابتة دون ارتفاع مصطنع تحت اي ظروف كانت» ،مشيرا إلى ان الجمعية لن تقبل اي زيادة مقدمة من الشركات التي قد يلجأ بعضها الى رفع اﻻسعار وتستغل الظروف الحالية.
واضاف «لدى الجمعية مخزون للسلع الغذائية لمدة ستة اشهر ودعا اﻻنصاري جمهور المستهلكين الى عدم تكديس السلع والتأثر باﻻشاعات التي قد تحدث في مثل هذه الظروف».
وفي جولة مماثلة في تعاونية السالمية ،قال رئيس مجلس اﻻدارة عبد الرحمن الشراح ان الجمعية ملتزمة بتعاميم اتحاد الجمعيات وﻻتقبل اي طلبات شراء فيها زيادة اسعار من قبل الشركات، مشيرا الى ان «الجمعية حريصة على اﻻمن الغذائي ولديها مخزون يكفي احتياجات المستهلكين لمدة ستة اشهر واشار الى ان اي زيادة مقدمة من الشركات فهي مرفوضة، وان بحث الزيادات يتم عن طريق لجنة اﻻسعار في اتحاد الجمعيات».
من جانبه، قال رئيس تعاونية مشرف عبدالرحمن القديري ان الجمعية حريصة على توفير العروض المخفضة بالتعاون مع الشركات، وتنظيم المهرجانات التسويقية لتخفيف اﻻعباء عن المساهمين واهالي المنطقة ورواد الجمعية، وبالتالي لن تقبل الجمعية بأي زيادات مصطنعة تحت اي ظرف ،مشيدا بدور التعاونيات ابان فترة الغزو العراقي والتي كان همها اﻻول توفير احتياجات المواطنين دون مشقة اواعباء مالية زائدة وهذا هو دور الجمعيات في اوقات السلم واوقات اﻻزمات.
وفي جولة على أحد اﻻسواق الموازية ومحلات الجملة بالشويخ، اكد بعض الزبائن انه لم تطرأ زيادات بالشكل السريع في اسعار السلع، وقال حمدان مبارك ان اﻻمر يحتاج الى رقابة حقيقية من قبل التجارة خاصة اذا طالت العمليات العسكرية لعاصفة الحزم، مما قد يتسبب في نقص المعروض من السلع، وترتفع اﻻسعار من قبل الشركة الموردة. وفي السياق نفسه قال جابر محمد ان كل مواطن يعتبر رقيبا على اﻻسعار وعليه ان يقوم باﻻبلاغ عن كل من تسول له نفسه واستغلال اﻻخرين باﻻضافة الى ضرورة تكثيف الدور الرقابي الحكومي.