سعد العتيبي لـ«الراي»:600 مليون دينار... سر التهافت على خصخصة «التعاونيات»
أشار رئيس مجلس ادارة جمعية الزهراء التعاونية المهندس سعد محمد العتيبي، الى ان مفهوم العمل التعاوني جاء ليعزز مبدأ التعاون بين اهالي الاحياء السكنية، مبينا ان «تغيير نظام التصويت من ثلاثة اصوات، الى صوت واحد، سيلغي هذا المفهوم الذي قامت عليه فكرة تأسيس الجمعيات التعاونية».
وقال العتيبي، في لقاء مع «الراي»، إن «المبيعات السنوية للجمعيات التعاونية في الكويت تصل الى 600 مليون دينار في منافذ بيع تتجاوز 650 منفذا، لذا هناك من يسعى للاستيلاء على هذه المنافذ عن طريق خصخصة الجمعيات، والتي تعتبر انتهاكا صارخا لحقوق المساهمين، بحجة ان الحكومة غير قادرة على الاشراف على هذا القطاع».
واضاف، أن «الجمعية تدرس حاليا طرح حاضنة للمشروعات الصغيرة لشباب ضاحية الزهراء، حيث سيتم تقديم الدعم والمساندة لكل شاب يقدم فكرة او مبادرة تجارية مبتكرة»، مشيرا الى ان «المشاريع التي نفتخر بها هو اختيار جمعية الزهراء التعاونية لتطبيق المشروع الوطني للطاقات البديلة الذي يقوم عليه مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الكويت للابحاث العلمية»... وفي ما يلي نص اللقاء:
● تم تطبيق القانون 118 لسنة 2013 بشأن نظام الصوت الواحد في انتخابات الجمعيات التعاونية... ما تقييمكم لهذا القانون؟
- قد يكون من المبكر تقييم تجربة الصوت الواحد في الجمعيات التعاونية، خصوصا انه لم يمر سوى عامين على تلك التجربة، ولكن بشكل عام، فإنه من الواضح ان تغيير نظام التصويت من ثلاثة الى صوت واحد سيلغي المفهوم الاساسي من قيام الجمعيات، وهو مفهوم التعاون، ففي السابق تتنافس اكثر من قائمة في الانتخابات وببرامج مختلفة والناس تختار القائمة التي تدير الجمعية، وبالتالي يصل الى مجلس الادارة قائمة متوافقة في البرامج والاهداف وتعمل وفق هذا المنظور، وان كان هناك بعض التداخل في القوائم داخل المجلس، إلا ان هذا التداخل والتباين يعتبر طفيفا ولا يؤثر على أداء المجلس بشكل كبير.
اما بالنسبة لنظام التصويت الحالي، فإن المرشحين يخوضون الانتخابات بشكل فردي ويدخلون مجلس الادارة كافراد، فتخيل 9 اعضاء لكل عضو اجندته وبرامجه ورؤيته الخاصة، فمن الصعب ان ينجز المجلس في مثل هذه الاجواء، ولكن لننتظر ونرى التجربة بعد مرور 5 سنوات مثلا لنحكم بشكل دقيق.
● طرحت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح، فكرة خصخصة الجمعيات التعاونية... ما رأيكم في هذا النوع من الخصخصة؟
- خصخصة الجمعيات التعاونية ليست فكرة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة للتخطيط هند الصبيح، بل هي فكرة قديمة، وهناك مجموعات ضغط تحاول منذ سنوات الاستحواذ على الجمعيات التعاونية، حيث صرح احدهم بأنه طرح مشروع خصخصة الجمعيات على الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد، رحمه الله، إلا ان سمو الامير رفض المشروع آنذاك.
وكلنا نعرف بان الكويت سباقة ورائدة في العمل التعاوني، وتعتبر الجمعيات التعاونية نموذجا ناجحا ومميزا على مستوى المنطقة، كما ان الهدف من تأسيسها جاء لتعزيز مبدأ التعاون بين اهالي الاحياء السكنية، فكيف نأتي اليوم لننسف هذا المفهوم بحجة ان الحكومة غير قادرة على الاشراف على هذا القطاع.
وهناك جزئية في عدم دستورية اقحام ملاك جدد على المساهمين في الجمعيات التعاونية التي تعتبر شركات مغلقة وملكياتهم ثابتة وغير قابلة لدخول مجموعات من خارج المنطقة.
ولا يعني وجود بعض الاخفاقات والاخطاء في بعض الجمعيات التعاونية ان تتم معاقبة هذا النموذج واسناد مهمته الى مجموعات سيكون هدفها في النهاية الربحية، حتى ولو كانت على حساب المواطن والمساهم في هذه الجمعيات.
صحيح انه توجد بعض الممارسات الخطيرة والجرائم التي ترتكب من قبل بعض اعضاء مجالس الادارات، ولكن الحل ليس في الخصخصة، فالحل وبكل بساطة يكمن في احكام الرقابة وتطبيق القانون بشكل صارم وصريح على كل من يتجاوز، او يستخدم صلاحياته ونفوذه في الاثراء على حساب اموال المساهمين.
وللاسف، نرى أن هناك تسترا على بعض المتجاوزين، وتدخلات من بعض اعضاء مجلس الامة لحماية هؤلاء وتحت هذا الضغط تقوم وزارة الشؤون وعلى مر السنوات السابقة بحفظ الكثير من القضايا، وكلنا ثقة بأن الوزيرة الحالية لديها النوايا الصادقة والقدرة على احالة كل متجاوز إلى النيابة العامة، وذلك لحماية العمل التعاوني بشكل عام وحماية اموال المساهمين بشكل خاص.
ونكرر انه عندما تفشل الحكومة في احكام الرقابة على الجمعيات التعاونية، لايكون الحل في اسناد المهمة الى القطاع الخاص، ولكن يكون الحل برفع الاداء الحكومي وضخ الكفاءات الوطنية في قطاع التعاون لمراقبة ومتابعة اداء الجمعيات التعاونية، وتطبيق القانون على الجميع من دون استثناء أو واسطات.
وعندما نعرف ان الجمعيات التعاونية في الكويت عددها 68 جمعية، وتملك منافذ بيع في الكويت تتجاوز 650 منفذا وتصل مبيعاتها السنوية الى 600 مليون دينار، فإننا نعرف السر في تهافت البعض على خصخصة الجمعيات التعاونية.
● اصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل القرار الوزاري رقم 35/ت لسنة 2014 بشأن تنظيم العمل التعاوني، كيف ترى هذا القرار؟
- للاسف، هذا القانون جاء من دون اخذ رأي المعنيين في الامر، فالذي قام بوضع القانون واصدره لم يستشر جمعية واحدة في القانون، فكان الاجدر بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تنظيم ورش عمل مع جميع المعنيين في العمل التعاوني مثل الجمعيات التعاونية واتحاد الجمعيات التعاونية والمتخصصين لسماع ارائهم واقتراحاتهم قبل صياغة القانون، وفي النهاية تقوم الوزارة باصدار القانون وتأخذ في الاعتبار تلك الملاحظات وتضع ما تراه مناسبا من ضوابط ومواد لتنظيم العمل التعاوني واحكام الرقابة والمتابعة عليه.
فمثلا كنا في السابق نقدم الدعم للمرافق الحكومية الموجودة في المنطقة، علما بان تلك المرافق لديها ميزانيات كافية من الدولة، ولكن تقديمنا الدعم لهم من باب التواصل والتعاون مع هذه المؤسسات، مثل المخفر ومركز البلدية والبريد ومركز التنمية والمستوصف، فترى بأن هناك تواصلا بين هذه المرافق الحيوية واهل المنطقة.
وعلى الرغم من ذلك لا ننكر بأن القانون فيه مواد جيدة وضابطة للعمل التعاوني وتعالج الكثير من السلبيات السابقة.
● تعود الناس على انشطة مكررة للجمعيات التعاونية مثل رحلات العمرة وخصومات للشاليهات وتكريم للمتفوقين... فهل لديكم جديد ستقدمونه؟
- بصراحة لدينا الكثير من الافكار التي نود تطبيقها ولكن لا نريد الاستعجال والاعلان عنها قبل دراستها بشكل جيد، ولكن يمكننا اليوم الاعلان عن مشروع تم الانتهاء من دراسته وسيتم تطبيقه قريبا في جمعية الزهراء التعاونية، فنحن الآن بصدد طرح حاضنة للمشروعات الصغيرة لشباب الضاحية، حيث سيتم تقديم الدعم والمساندة لكل شاب يقدم فكرة او مبادرة تجارية مبتكرة، ويتضمن هذا الدعم اقامة معارض دورية داخل المول التجاري لتلك المشروعات الصغيرة.
وتأتي هذه الفكرة بهدف تمكين الشباب وفتح الفرص لصقل مواهبهم وابتكاراتهم الجديدة، فضلا عن طرح المسابقات في التصوير الفوتغرافي والفنون التشكيلية والالعاب الرياضية.
● اختيرت جمعية الزهراء التعاونية كأول جمعية لتطبيق مظلات الطاقة الشمسية حدثنا عن هذا المشروع؟
- اختيرت جمعية الزهراء التعاونية كأول جمعية الزهراء التعاونية كأول جمعية لتطبيق المشروع الوطني للطاقات البديلة الذي تقوم عليه مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الكويت للابحاث العلمية برعاية ودعم من حضرة سمو الامير حفظه الله حيث تم انجاز المرحلة الاولى من المشروع بتركيب مظلات السيارات باستخدام ألواح الطاقة الشمسية حيث سيوفر هذا المشروع حوالي 25 في المئة من استهلاك الكهرباء لجمعية الزهراء.
ويأتي المشروع في اطار توجيهات ودعم مهن صاحب السمو امير البلاد الداعية الى التوسع في استخدام مصادر الطاقة البديلة الصديقة للبيئة ومنها الطاقة الشمسية ونثمن دور مؤسسة التقدم العلمي ومعهد الكويت للابحاث العلمية حيث سيتحملان التلكفة المالية للمشروع كاملة اضافة الى تحمل تكلفة الصيانة السنوية، وتطبيق هذا المشروع الفريد من نوعه يوفر من قيمة استهلاك الجمعية السنوي للكهرباء، كما سيتم البدء في المرحلة الثانية باستبدال الانارة الداخلية للجمعية بانارة (LED) لتخفيف احمال الانارة الى 70 في المئة.
● ما تقييمك للعمل التعاوني في الكويت؟
- قد تكون خبرتي في العمل التعاوني في الكويت الا انه يجب الا ننكر ان العمل التعاوني يعتبر نموذجا رائدا في المنطقة، فكل الوفود الخليجية والاجنبية التي تزور الكويت وتتطلع على التجربة فانهم يشيدون ويمتدحون تجربتها ولكن لا يعني ذلك اننا قد وصلنا الى الطموح فمازلنا نحتاج الى المزيد من العمل للمحافظة على هذه المسيرة وطرح الافكار الجديدة للارتقاء بالعمل التعاوني.
● حققت جمعية الزهراء التعاونية سمعة طيبة على الرغم من ان عمرها لم يتجاوز 8 سنوات... كيف وصلتم الى هذا المستوى؟
- الحمد لله، تلك نعمة من الله ان كلل جهود الاخوة اعضاء المجلس التأسيسي الذين تولوا مسؤولية الجمعية منذ العام 2007 في اختيار تصاميم مميزة للسوق المركزي واختيار تصاميم مميزة للسوق المركزي واختيار المستثمرين بعناية تامة حيث تم اختيار الشركات الكبرى ذات الماركات العالمية والسمعة الطيبة لافتتاح فروع لها في جمعية الزهراء، ولا ننسي هنا ان نشيد بجهود الرؤساء السابقين الدكتور عيسى الانصاري وعبدالعزيز المسعد وعبدالله الجميل وكذلك نثمن الدور الكبير لاعضاء مجالس الادارات المتعاقبة، ومجلس الادارة الحالي يتحمل المسؤولية للاستمرار في التطوير والابتكار.
● كيف حصلتم على ثقة المنطقة على مدى تلك السنوات؟
- تميزت جمعية الزهراء التعاونية باستقرار في مجالس الادارات المتعاقبة، وكلنا نعرف بان الاستقرار والانسجام بين الاعضاء سيكون له دور كبير لان ثمرة العمل الجماعي دائما طيبة وواضحة، لذلك كانت سمة مجالس الادارات المتعاقبة الاستقرار والتوافق الامر الذي اختصر علينا الكثير من المسافات وحققنا العديد من النجاحات.
وكل ذلك كان له اثر داخل دواوين المنطقة حيث تشرفنا بثقة الناس للاستمرار في العمل وخدمتهم منذ تأسيس الجمعية، ونأمل ان يستمر هذا الانسجام لما فيه خير وتقدم الجمعية، وكل ذلك تم بفضل من الله ثم رجال سبقونا وواصلوا العمل ليل نهار سواء في مجالس الادارات او الادارات التنفيذية لتحقيق العمل والانجاز.
● كيف هو التعاون مع الاجهزة الحكومية داخل المنطقة؟
- بصراحة هناك فكرة الآن لتفعيل حي الزهراء جاءت من مختار المنطقة خليفة المطر للتنسيق بين المرافق الحكومية في المنطقة ولمناقشة الافكار والمقترحات لتطوير ومتابعة العمل في ضاحية الزهراء، وهذا شيء جميل ان تتناغم الاجهزة الحكومية مثل البلدية والمستوصف والمخفر والبريد والمدارس في خدمة اهالي المنطقة خصوصاً بانه من الممكن تفعيل الكثير من المقترحات اذا كانت هناك نوايا طيبة وتعاونية ومتابعة بين تلك الجهات، والفكرة مازالت في بدايتها ونتمنى ان تحقق النجاح.