تعاونيون: يجب إلزام الأسواق الموازية بـ «الأكياس الصديقة للبيئة»

تعاونيون: يجب إلزام الأسواق الموازية بـ «الأكياس الصديقة للبيئة»

  • القديري: تعاونية مشرف طبقت القرار قبل سنتين
  • حاجي: الأكياس البلاستيكية تتسبب في مشاكل للصرف الصحي
  • الراشد: تعاونية الشامية والشويخ تتفرد بالمشروع الأول على مستوى البلاد في جمع المخلفات من الأهالي وإعادة تدويرها

محمد راتب

أثار قرار المجلس البلدي بمنع الاكياس البلاستيكية في الجميعات التعاونية واستبدالها بأخرى صديقة للبيئة موجة من الترحيب والاهتمام، وخصوصا أن مثل هذا القرار طال انتظاره بعد سلسلة من حملات الدعاية لتوفيرها للمستهلكين بدل تلك البلاستيكية التي لا يمكن ان تتحلل وتتسبب في أضرار مؤكدة للبيئة والصحة.

«الأنباء» التقت عددا من التعاونيين الذين أكدوا ان العديد من الجمعيات التعاونية تقوم بتوفير الاكياس الصديقة للبيئة منذ عدد من السنوات، في حين لا تقوم بعضها بهذا بحجج زيادة الميزانية، مبينين أن الزيادة ليست كبيرة مقارنة بالنتائج الإيجابية على البيئة والصحة العامة.

وأشاروا إلى أن الامر لا يحتاج إلا إلى تغيير في الثقافة المجتمعية نحو الاهتمام أكثر بالبيئة والعناية بها، فنحن نعيش في هذا العالم، ونحن جزء مكون منه، ولا بد من اتخاذ كل الوسائل التي تجعله اكثر نظافة، مشيرين إلى ان الاكياس الصديقة للبيئة تحقق نتائج مبهرة في كونها تتحلل في التربة ولا تتسبب في مخاطر للصحة العامة،

وفيما يلي التفاصيل:

بداية، قال رئيس مجلس إدارة جمعية مشرف التعاونية عبدالرحمن القديري: إن جمعية مشرف من أولى الجمعيات التي ودعت الأكياس البلاستيكية العادية منذ قرابة سنتين واستبدلتها باكياس صديقة للبيئة إيمانا منها بأهمية هذه الخطوة في إحداث تغير نوعي في الثقافة الاستهلاكية المجتمعية وتعويد الناس على استخدام كل ما هو نافع فقط.

وبين أنه تم القيام بهذه الخطوة المميزة على الرغم من أن التكلفة أكثر على ميزانية الجمعية، ولكن كل شيء يهون في سبيل الهدف الاسمى الذي سعينا إليه ورغبنا في جعل جمعية مشرف المحطة الابرز في إنجازه وهو عدم الإضرار بالبيئة واتخاذ كل الوسائل الممكنة لحمايتها وفق الإمكانات المتاحة، فنحن مشاركون فعليون في جهود عالمية بدأت منذ عشرات السنين ولا تزال مستمرة.

وبسؤاله عن ميزات الاكياس الجديدة المستخدمة، قال: بالإضافة الى كونها صديقة للبيئة، وتتحلل في التربة، وهذا يفيد في ضمان عدم انسداد المجاري والاضرار بالتربة، مثمنا القرار الذي اتخذه المجلس البلدي بهذا الخصوص ومنعه الاكياس البلاستيكية، مؤكدا أنه خطوة في الطريق الصحيح للمحافظة على البيئة ضمن خطوات كثيرة لابد من التوجه نحوها ايضا.

ورأى القديري أن للاكياس البلاستيكية مخاطر كثيرة ومشاكل عدة تتسبب بها، وتم خلال السنوات السابقة إطلاق حملات تعاونية للتشجيع على استبدالها بالصديقة للبيئة وقد استجاب البعض لهذه الحملات ولم يستجب آخرون بحجة الكلفة الإضافية ولكن علينا النظر في عواقب الامور وعدم ترك البيئة تتضرر اكثر مما هو الوضع عليه الآن، بالإضافة إلى أن الصرف الصحي بات في وضع حرج بسبب تكدس الاكياس فيه وعدم الاستفادة منها في عملية إعادة التدوير اسوة بتلك الاكياس الصديقة للبيئة، مبينا أن تجربتنا مع هذه الانواع كانت مميزة وفعالة ولاحظنا تغيرا في سلوكيات الافراد نحو طلبها والاصرار عليها.

ولفت إلى أن جمعية مشرف التعاونية لا تكتفي فقط باستخدام الاكياس الصديقة بالبيئة بل توفرها لعموم المستهلكين في اسواقها وهي تشمل اكياس التعبئة واكياس القمامة ومفارش السفرة، بالإضافة إلى توفير بعض المنتجات التي بالإمكان القيام بعملية إعادة تدوير لمخلفاتها.

وأما رئيس اللجنة الاجتماعية في جمعية السرة التعاونية عبدالمحسن حاجي فقال إن هذا القرار تاريخي في جهة دعم الجهود البيئية وتحسين واقعها، وهو يضاف إلى رصيد المجلس البلدي وجهود اعضائه في هذا الجانب، مبينا أن الكويت تأخرت عن الدول في هذا المجال، حيث سبقتنا العديد من الدول في اللجوء إلى هذا الخيار المميز، ولكن ان نصل متأخرين خيرا من ألا نصل.

وأشار إلى أن هذه الاكياس معتمدة عالميا وقد اثبتت فعاليتها في تقليل التلوث البيئي وخصوصا انها تتحلل بسهولة وليس كما هو الحال في الاكياس البلاستيكية التي لا تتحلل إطلاقا وتتسبب بمشاكل بيئية وصحية نحن في غنى عنها، داعيا اتحاد الجمعيات التعاونية إلى دعم هذا القرار وتنفيذه لما له من أهمية وانعكاسات صحية على المجتمع والافراد.

وزاد بأن قرار المجلس البلدي يصب في صالح التطور الذي ننشده جميعا، وندعو الجمعيات التعاونية إلى البدء بالإجراءات مباشرة وعدم التأخر في تنفيذ هذا القرار او التسويف في تطبيقه تحت أي حجج تذكر، مع اغلاق ملف الاكياس البلاستيكية التي أثبتت انها ليست صديقة للبيئة بحسب الدراسات والابحاث.

وتابع حاجي بأن الجمعيات التعاونية هي اساس في هذه الخطوة وعليها مسؤولية توعوية كبيرة في تنفيذ مثل هذه القرارات، وهذا سيجعل من الجمعيات مثالا يحتذى لتقوم الاسواق الموازية والخاصة بتفعيل هذه الخطوة وتقليدها لما لها من تأثيرات إيجابية على المجتمع تمهيدا لتحويل المجتمع كله إلى صديق للبيئة.

ومن جهته، كشف أمين الصندوق في جمعية الشامية والشويخ التعاونية عبدالله العثمان الراشد عن أن هناك خدمة مميزة نقوم بها لمساهمينا الكرام وسكان المناطق التابعة لعملنا، انطلقت من عدة اقتراحات تم تقديمها بهذا الخصوص، وهي تقوم على إعادة التدوير، حيث نقوم بجميع الورق والبلاستيك من البيوت، وإعادة تدويره وبيعه.

وأضاف أن هذه الخطوة هي الاولى من نوعها على مستوى الجمعيات التعاونية فنحن اول جمعية في الكويت نقوم بهذا الامر، حيث نأخذ المخلفات ونقوم ببيعها، وهذه خطوة اولى حيث ستتبعها خطوات عديدة، تشمل تشجيع الاهالي والقاطنين على الاهتمام بالبيئة وعدم الإضرار بها، وهذه الخطوة ستكون نواة بالإمكان تعميمها بعد نجاحها.

واشار إلى أن المشروع الذي اطلقناه يتضمن جوائز تشجيعية للأهالي للانخراط فيه وخصوصا أنه الأول من نوعه على مستوى الكويت والجمعيات التعاونية كلها ولدينا مؤشرات بنجاحه وتعميمه على باقي المناطق والمحافظات كلها ليكون لنا شرف تقديم مشروع حيوي لعموم الكويت. وبخصوص قرار المجلس البلدي، قال العثمان الراشد إنه قرار صائب وممتاز، ولكن يجب ألا يكون خاصا فقط بالجمعيات التعاونية، وإنما ان يتم تعميمه في الأسواق الموازية والاستهلاكية، مضيفا أن جمعية الشامية والشويخ التعاونية طبقت هذا القرار قبل سنوات وليس بجديد عليها فهي تستخدم الأكياس الصديقة للبيئة.

وبسؤاله عن أهمية القرار ذكر أن اهميته تكمن في اضطلاع الجمعيات التعاونية بدورها البيئي، وتقديم خدمات تنعكس إيجابا على المجتمع والصحة العامة، فالأكياس الصديقة للبيئة تحمي المجتمع من اخطار المواد البلاستيكية والصحة من اضرارها، داعيا اتحاد الجمعيات التعاونية إلى تطبيق وتنفيذ القرار وإلزام الجمعيات التعاونية بهذا الفعل الصحي المفيد للبيئة.

واختتم بأن من واجب الجمعيات التعاونية الالتزام بهذا القرار وتطبيقه طواعية وعدم الالتفات إلى التكاليف الإضافية التي ليست ذات اهمية كبرى، إذا قارناها بالفوائد الصحية وإمكانية تحلل الاكياس في التربة وعدم تكدسها وإضرارها بالصرف الصحي والصحة العامة، مطالبا الجمعيات باستبدال الاكياس البلاستيكية بأخرى صديقة بالبيئة وعدم تهميش القرار أو إهماله

Saturday, July 8, 2017