عندما تكتب عن الفساد المستشري في بعض قطاعات البلدية، ومدى ما وصلت إليه المراكز عبر موظفيها من ابتزاز لأصحاب المحلات، ودائما ما يقوم بعض المسؤولين من القيادات العليا بنفي هذه المعلومات، أو يطلب الدليل رغم انه شخصياً متأكد من وجود بعض النفوس الضعيفة التي تستغل وظيفتها للحصول على منافع شخصية.
القضية الجديدة تعتبر أحد أبشع أنواع الفساد الذي وصلت إليه البلدية، عبر قيام أحد مراكزها بابتزاز جمعية تعاونية أولاً من خلال مخصص شهري، يتم صرفه كمواد تموينية، وهو أمر لا يجوز، وكذلك تحرير مخالفات لعدم تنفيذ أوامر بعض المسؤولين.
الكارثة الحقيقية في هذا الجهاز، الذي «فساده لا تشيله البعارين»، ان هناك ميزانية ضخمة مخصصة له للصيانة والإنشاءات والنثريات، لكن بعض موظفيه في أحد مراكز النظافة يطبقون المثل القائل «أبوي ما يقدر إلا على أمي»، ولذلك يقومون ومن أجل راحتهم، بابتزاز احدى الجمعيات التعاونية من أجل الحصول على مصعد لمبناهم، رغم ان هذا ليس من اختصاص الجمعية التعاونية.
تعنت وإصرار
الحادثة الحالية كشف عنها رئيس مجلس إدارة جمعية السلام والصديق التعاونية جاسم الكندري، الذي تقدم بشكوى الى وزير البلدية ضد مركز بلدية جنوب السرة (ضاحية السلام) إدارة النظافة العامة، ويشتكي من خلالها من التعنت والإصرار على مخالفة الجمعية في حال عدم الانصياع لطلباتهم.
وحتى نضع الحقائق بين أيدي القراء والمسؤولين، فإن هذه القضية واضحة للعيان حول مدى الابتزاز الذي يقوم به بعض الموظفين تجاه الآخرين.
هذه القضية قد لا تكون الأولى لجمعية تعاونية، بل ان الأمر قد يصل الى آخرين، ولكن لا يستطيعون فضح هؤلاء المستفيدين خوفا منهم في تحرير مخالفات او اغلاق محلاتهم فإنهم ينصاعون إلى طلباتهم ويقدمون لهؤلاء الموظفين ما يطلبون مقابل أن يتحاشوا مخالفاتهم التي قد تكون فيها كيدية أحيانا.

الإصلاح والتطوير
والسؤال الذي نطرحه حاليا على وزير البلدية الأخ عيسى الكندري والذي نعلم بأنه لا يرضى بما يحدث ولا نشكك ايضا بمصداقيته بالاصلاح والتطوير لهذا الجهاز المهم في البلاد، ما الاجراءات التي سيتخذها ضد هذا الابتزاز؟ وهل ستمنع الموظفين من استغلال وظائفهم؟ وهل الجمعية التي تقدمت بشكوى هي وحدها التي تدفع لأحد مراكز البلدية أم هناك جمعيات اخرى تقدم مخصصات شهرية لمراكز في مناطق اخرى مقابل الصمت عن مخالفاتها؟

شكوى الجمعية
رئيس مجلس ادارة جمعية السلام والصديق التعاونية جاسم الكندري، قال في شكواه لوزير البلدية انه ومن منطلق حرصكم ومتابعتكم المستمرة لسير العملية بكافة فروع بلدية الكويت، فإن الجمعية متعاونة جداً مع مركز بلدية جنوب السرة، وقامت بتحديد مخصص شهري لهم بقيمة 25 دينارا يتم صرفها كمواد تموينية من السوق المركزي بشكل دائم وحتى تاريخه.
واضاف انه ورد الينا خطاب من مشرف مركز جنوب السرة (ادارة النظافة العامة - بضاحية السلام)، لتركيب مصعد للمبنى الخاص ببلدية جنوب السرة وتمت الموافقة من قبل مجلس الادارة على تركيب المصعد للمبنى وهذه المصروفات يتم تحملها من بند الخدمات الاجتماعية، وبناءً على كتاب من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الى الجمعية بخصوص عدم صرف اي مبالغ من بند الخدمات الاجتماعية، لحين انعقاد الجمعية العمومية والتصديق على الميزانية العمومية وتم ابلاغ مشرف مركز بلدية جنوب السرة بذلك الامر.
وكشف الكندري انه من ذلك الوقت وهناك تعمد في سوء استخدام السلطة من قبل مشرف مركز بلدية جنوب السرة، وقاموا بتحرير العديد من المخالفات تجاه الجمعية، ولم تكن هناك اي مخالفات يتم تحريرها قبل ابلاغه بعدم قدرة الجمعية على تركيب المصعد بعد ورود خطاب وزارة الشؤون.
وأضاف انه قام بإبلاغنا بأنه سيتم التغاضي عن جميع المخالفات في حال الموافقة على تركيب المصعد كما تم العمل به مسبقا مع احدى الجمعيات التعاونية، ونرى ان هناك تعنتا واصرارا على مخالفة الجمعية وعدم انتظار تصديق الجمعية العمومية على الميزانية وضرورة تركيب المصعد وإلا سيتم تحرير العديد من المخالفات ضد الجمعية تفوق قيمتها قيمة المصعد.
وتمنى رئيس الجمعية بالإيعاز لمن يلزم لاتخاذ اللازم تجاه ما تم ذكره تفاديا لأي مخالفات يتم تحريرها ضد الجمعية من دون وجه حق.
وأرفق الكندري صورا من خطاب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وصورة من كتاب مشرف مركز بلدية جنوب السرة، وكشف صرف المخصص الشهري، وصورة من طلب حضور للبلدية بتاريخ 11 الجاري.