أظهرت المراجعة التي تجريها الشركة الكويتية للتموين على تعاقداتها السنوية بخصوص السلع التموينية المدعومة تراجع أسعارها بنسب ملموسة، حيث كشفت مصادر ذات صلة أن العقود الجديدة التي رفعتها الشركة إلى وزارة التجارة والصناعة تمهيدا لاعتمادها تفيد بتراجع الانفاق على السلع المدعومة خلال السنة المالية، 2016 /2017، بنحو 1.7 مليون دينار.

وجاء الانخفاض بشكل خاص في «معجون الطماط» والطابوق الأبيض والدواجن المجمدة المحلية والأجنبية.

وقالت المصادر إن التخفيضات التي أجرتها «الكويتية للتموين» مع الشركات الموردة للسلع المدعومة لم تقتصرعلى السلع التي تتعاقد عليها بشكل سنوي، بل شملت أيضا السلع المدعومة التي تجري الشركة على تعاقداتها مراجعة شهرية على أسعارها مثل السكر والزيت والعدس وغيره من السلع التي تندرج بهذه القائمة، حيث تظهر هذه المراجعة تراجع أسعار غالبيتها، لتتوالى بذلك سلسلة تخفيضات أسعار السلع المدعومة والمدرجة في البطاقة التموينية.

وتأتي هذه التخفيضات في أسعار السلع التموينية المدعومة تأكيدا لما نشرته «الراي» في عددها الصادر في 14 فبراير الماضي بعنوان «التجارة تحضر لهزة في الأسعار» ومفاده أن وزارة التجارة والصناعة تحضر لإعادة النظر في أسعار جميع السلع المدعومة والمدرجة في البطاقة التموينية وذلك في مسعى منها إلى تخفيض أسعارها في ميزانية 2016 /2017 بما يعكس تراجع أسعار النفط على تكلفة انتاج العديد من السلع المدعومة خصوصا التي تأثرت ايجابا بتراجع أسعار المشتقات سواء على صعيد السلع الغذائية أو الانشائية، خصوصا وأن الكويت دولة مستوردة في المقام الأول.

وافادت «الكويتية للتموين» في خطاباتها إلى «التجارة» بأنه تفاعلا مع التوجهات الحكومية لضبط وترشيد الانفاق وتقليل المصروفات قامت الشركة بالتفاوض مع الشركات الموردة للسلع التموينية لتخفيض أسعار هذه السلع، على ان يتم اعتماد الأسعار الجديدة وابرام العقود بناء على السنة المالية 2016 /2017.

وبلغت قيمة الميزانية السنوية للمواد التموينية للعام الماضي 242 مليون دينار، بما في ذلك السلع التموينية الغذائية والانشائية، ورغم التخفيضات التي ستحققها «الكويتية للتموين» في أسعار التعاقدات الجديدة إلا أن الوزارة طلبت في وقت سابق مضاعفة ميزانيتها عن العام المالي الجديد لتقابل بذلك تغطية الطلب المتزايد على السلعة الانشائية والتي ارتفعت العام الماضي من حوالي عشرة آلاف دينار إلى 30 ألفا، علما بأن حصة الدعم التمويني للفرد الواحد تبلغ شهريا حوالي 8.8 دينار.

وبينت المصادر أن العقود الجديدة التي رفعتها «الكويتية للتموين» إلى الوزارة بخصوص تعاقدات الطابوق الأبيض تظهر تخفيضا بحوالي مليون دينار، وفقا للكمية التي تم صرفها في 2015 علما بأن هذه التخفيضات شملت التعاقد مع 3 شركات، فيما تصل التخفيضات المحققة من معجون الطماط حوالي 220 ألف دينار، بما يعادل ربع دينار في كل صندوق «درزن» فيما بلغ الوفر من عقود الدواجن المحلية حوالي 200 ألف دينار، بما يعادل 20 فسا في الكيلو الواحد، وأكثر منهم للدواجن المجمدة الخارجية، علما بأن المراجعات الجديدة لهذه الأسعار تبدأ اعتبارا من واحد ابريل الجاري،

وفيما نجحت «الكويتية للتموين» في تثبيت أسعار السلع المدعومة التي تدخل ضمن نظام التعاقدات السنوية وهي الطابوق الأبيض ومعجون الطماط والدواجن المجمدة المحلية والخارجية، إلا أن الشركات الموفرة للسلع التي تدخل ضمن نظام المراجعة الشهرية أفادت بأن أسعارها مرتبطة بحركة السوق، ما يعني أن تخفيضها عن الشهر الماضي لا يعني ضمان استمرار ذلك حتى نهاية العام، حيث أكدت أن نظام العرض والطلب على هذه السلع ونشاطها عالميا ما سيحدد أسعار هذه السلع بشكل شهري.

وأشارت المصادر إلى أن الشركة الكويتية الدنماركية للألبان وشركة توزيع المعلبات المحفوظة «خزان» أوضحتا أن سعر بيع درزن المعجون للمستهلك سيبلغ 2.700 دينار، إذ إن سعره الاساسي يبلغ 3.265 دينار فيما يبلغ مبلغ دعم الكرتون 0.994 دينار بينما يبلغ سعر البيع للجمعيات 2.5 دينار.

وكانت «التجارة» أفادت في مراسلاتها مع «الكويتية للتموين» بأنها تدرس من ضمن خياراتها أن تعاقب أي شركة مدرجة ضمن نظام البطاقة التموينية لم تستجب للتوجهات الجديدة بتخفيض أسعارها بما يتماشي مع التراجعات الحاصلة في السوق، بإخراجها من النظام، وبالتالي حرمانها من هامش ربحية مضمون في دفاترها، وما يشجع «التجارة» على انتهاج هذا النهج تقدم اكثر من شركة بطلب الدخول في النظام التمويني من خلال أسعار تنافسية تظهر تخفيضات واضحة في أسعارها قياسا بالمصروفة في 2015 وهذه الشركات مشهود لها بجودة منتجاتها.

المصدر